@ 94 @ | وقال ابن عطاء رحمه الله : إذا بهج السر بما ظهر على قلب العبد من الرب والبهجة | نور يظهر فلا تبقى معها شيء من الظلمة لا ظلمة الجهل ، ولا ظلمة الريب والشك ولا | الاشتغال بشيء سواه وهو علامة السكون بالله ، والانقطاع إلى الله ، والاعتماد عليه . | | قوله تعالى : ^ ( أمن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهارا ) ^ [ الآية : 61 ] . | | قال ابن عطاء : النفس خلقت من الأرض فسماها الله بها لمجاورتها لها ، وقربها | فقال : من جعل للنفوس القرار عند المناجاة فيأوان الحزمة ، وجعل خلالها أنهاراً ألسنة | ناطقة بالذكر وأعينا ناظرة بالعبرة وأسماعاً واعية عن الحق مخاطباً به على لسان السفر أو | الوسائط وجعل بهذه الأنفس رحمة وهم الرواسي القطب من الأولياء يرجعون إليهم | عند العثرات فيقومونهم بتقويم الحق ، ويردونهم إلى طرق الرشاد | | قوله تعالى : ^ ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) ^ [ الآية : 61 ] . | | بين أوقات الذكر ، وأوقات الغفلة هل أحد يستحق الألهية إلا من يقدر على مثل هذه | اللطائف . | | وقال جعفر : ' من جعل قلوب أوليائه مستقر معرفته ، وجعل فيها أنوار الزوائد من بره | في كل نفس واثبتها بحبال التوكل ، وزينها بأنوار الإخلاص واليقين والمحبة ، وجعل | بينهما حاجزا أي القلب والنفس لئلا يقلب عليه النفس وظلماتها . فيظلمها فجعل | الحاجز بينهما التوفيق ، والعقل . | | قوله تعالى : ^ ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) ^ [ الآية : 62 ] . | | قال سهل : أهل الدعوة صنفين من الناس : مستجابة لا محالة . | | مؤمنا وكافرا دعاء المضطر ، ودعاء المظلوم لأن الله يقول : ^ ( أمن يجيب المضطر إذا | دعاه ) ^ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ' دعاء المظلوم يرفع فوق الحجاب ' ويقول الله عز وجل : | ' وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ' . |