@ 95 @ | | قال سهل رحمه الله : المضطر هو المنبري من الحول والقوة والأسباب المذمومة . | | وقال : المضطر الذي إذا رفع يده لا يرى لنفسه حسنة غير التوحيد ويكون منه على | خطر . | | وقال ابن عطاء في هذه الآية : أحوال المضطر أن يكون كالغريق أو كالمعطل في | مقابره قد اشرف على الهلاك . | | وقال عمرو المكي : أوجب الله على نفسه لله أعين له بصفة الخصوص للإجابة وهو | المضطر : قال الله تعالى : ' أمن يجيب المضطر إذا دعاه ' . | | وقال ابن عطاء رحمه الله : كمثل الطفل يلعب بين يدي ابويه ويلهو فإذا اصابته | نائبة فزع اليهما لا يرى سواهما مفزعا كذلك الموت يتقلب في العوافي وإذا بدأ له عين | من أعين البلاء فزع إلى ربه مضطرا لأنه لا يرى سواه مفزعا . | | وقال أبو عثمان : المضطر الخالي من أفعاله ، واحواله وأذكاره وأقواله الملقى عنانه | إلى سيده ، ولا يلتفت إلى سواه ، ولا ينظر إليه حبا منه يتنفس تنفس المكروب ، ويتحرك | تحرك المقيد ويفرح فرح المسجون لا له حركة ، ولا قرار ، ولا مأوى ، ولا مسكن ولا | مرجع يرجع إليه ينظر في الخلق فيراهم مرة لما يرى من فساد امره ، يضحك الخلق | ويبكي ، ويفرح الخلق ويحزن ، ويأكل الخلق ويجوع ، ويروي الخلق ويعطش وينام | الخلق ويسهر ومع هذا كله يدرس كل يوم ديوان شقاوته ، ويرى انه اشقى عبد لربه ، | والذي يرجو بركة دعائه قال الله تعالى : ^ ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) ^ أي من يقدر | على كشف هذه المحن عن قلوب عباده إلا من ابلاهم بها . | | وسال بعضهم من المضطر ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع يده لا يرى لنفسه شيئا . | | قوله تعالى : ^ ( أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ) ^ [ الآية : 63 ] . | | قال بعضهم : من يهديكم على عذر نفوسكم ، وفساد طباعكم ويزيل عنكم وساوس | قلوبكم ، ويعينكم على استقامتها إلا الله ، ومن يرسل رياح فضله بين يدي أنوار | معرفته إلا الله وهل يقدر عليه أحد سواه ؟ | | قال بعضهم : من أرسل رياح كرمه على قلوب أهل صفوته فيظهرها من أنواع | المخالفات ثم يزينها بأنوار الإيمان ويؤيدها برحمة التوفيق . |