@ 93 @ | وقال سهل في قوله : ! 2 < سلام على عباده الذين اصطفى > 2 ! قال : هم أهل القرآن | يلحقهم من الله السلام في العاجل بقوله : ' سلام على عباده الذين اصطفى ' وسلام في | الأجل وهو قوله : ! 2 < سلام قولا من رب رحيم > 2 ! [ يس : 58 ] . | | قال الحسن : ما من نعمة إلا والحمد افضل منها ، والحمد النبي عليه السلام ، | والمحمود الله جل جلاله ، والحامد العبد والحميد حاله الذي يوصل بالمزيد . | وقال ابن عطاء رحمه الله : في قوله : ! 2 < سلام على عباده > 2 ! قال : من سلم الله عليه | في الأزل سلم من المكاره في الأبد . | | وقال : قرأت هذه الآية بين يدي جعفر بن محمد فبكى ثم قال : سبحان من | اصطفاهم لمعرفته ، وسلام عليهم قبل المعرفة . | | قال بعضهم في قوله : ! 2 < سلام على عباده الذين اصطفى > 2 ! قال عند دخول الجنة | بقول : ^ ( سلام عليكم بما صبرتم ) ^ [ الرعد : 24 ] . | | وقال الواسطي رحمه الله : لم يجعل الحق وسيلة إلى نفسه غير نعته ولا اختصاصا | غير ذاته بقوله : ! 2 < وسلام على عباده الذين اصطفى > 2 ! فلم يجعل هاهنا اسم نعت ، | وجعل اسم حقيقة لأن الهاء تخبر عن حقيقة الذات لا غير . | | وقال : السلام على خبرين : من جهة الرضوان ، ودار السلام ، والسلام سلمهم من | شواهدهم ، والسلام للأكابر سلمهم بشاهده عن أن يتعلقوا بشواهدهم ، ويجعلوها | سبب الوسائل إلى السلامة . | | وقال بعضهم في قوله : ! 2 < قل الحمد لله > 2 ! ولم يقل ' رب العالمين ' قيل : ترك ' رب | العالمين ' ها هنا طاعة ، وربما يكون ترك الطاعة في بعض الأوقات نفس الطاعة وقيل في | قوله : ! 2 < سلام على عباده الذين اصطفى > 2 ! الذين نورهم بنور الإيمان ، وقدسهم بضياء | التوفيق ودلهم منه عليه . | | قال الواسطي رحمه الله : خص الحق الخلق بخصوصيته حيث أضافهم إلى نفسه | بقوله : ! 2 < سلام على عباده الذين اصطفى > 2 ! فجعل للاسم اسم حقيقة لا اسم نعت أبدا | لهم من فضله قبل أن أظهره عليهم . | | قوله تعالى : ^ ( أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به | حدائق ذات بهجة ) ^ [ الآية : 60 ] . |