وفي حديث الإمام أحمد والترمذي قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة .
وحديث أحمد ومسلم عن ابن عمر وكل شيء بقدر حتى العجز والكيس وفي القرآن العزيز ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها وفيه أيضا قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا والآيات والأحاديث في مثل هذا كثيرة والمقصود هنا أن من شهد هذا المشهد فشهوده حق لكن وراء هذا المشهد مشهد آخر وهو أن يشهد المقادير مقدرة بأسبابها لأنه يشهدها مجردة عن الأسباب فإنه إن شهد ذلك كان شهوده ناقصا أعمى وينشأ له الغلط من أن الأعمال لا تنفع وأن الأسباب لا تفيد وهو قول مبني على أصل فاسد ولا ريب أن هذا الأصل الفاسد الذي وقع فيه بعض المتصوفة ومن التحقق بهم هو مخالف للكتاب والسنة وأئمة الدين ومخالف صريح المعقول ومخالف للحس والمشاهدة فأن الله تعالى أجرى عادته الإلهية في هذا العالم على أسباب ومسببات تناط بتلك الأسباب وينسب أيضا وقوعها إليها نظرا للصورة الوجودية وإن كان الكل في الحقيقة بقضائه وقدره بأعتبار الحقيقة الإيجادبة .
و قد سئل النبي عن إسقاط الأسباب نظرا إلى القضاء والقدر