الجواب الأول .
فنقول لا ريب أن المقادير سابقة وقد جرى القلم بما هو كائن إلى الأبد قال إمام النووي في شرح مسلم إن الله تعالى قدر مقادير الخلق وما يكون من الأشياء قبل أن يكون في الأزل وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده و على صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدرها .
وقال الشيخ تقي الدين بن تيمية إن علم الله تعالى السابق محيط بالأشياء على ما هي عليه ولا محو فيه ولا تغيير ولا زيادة ولا نقص فأنه سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون لو كان كيف كان يكون وأما ما جرى به القلم في اللوح المحفوظ فهل يكون فيه محو وإثبات على قولين العلماء .
قال وأما الصحف التي بيد الملائكة فيحصل فيها المحو والإثبات انتهى وقد بسطت الكلام على هذا في كتابي إتحاف ذوي الألباب في قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص Bه قال سمعت رسول الله يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء