وطاعة أمره ومخالفة أهوائهم أحتجوا بالقدر على ذلك اتباعا للظن وما تهوى الأنفس فتبين أن أصل مقالة الاحتجاج بالقدر إنما هو قول أهل الجاهلية المشركين الذين لا علم عندهم إلا إتباع الظن وما تهوى الأنفس فمن أحتج به فقد التحق بهم في الجهل والضلال وأتباع الهوى ولهذا تجد المحتجين به والمستندين إليه من التصوفه والفقراء ومن التحق بهم من العامة والجند والفقهاء وغيرهم إنما يحتجون به عند إتباع الظن وما تهوى الأنفس فإذا أمر أحدهم بما يجب عليه أو نهي عما حرمه الله تعالى تعلل بالقدر وقال حتى يقدر الله لي ذلك أو يقدرني الله على ذلك أو قضى الله على بذلك فأي حيلة في دفعه وهو متلبس به ولو كان معهم علم وهدى لم يحتجوا بالقدر أصلا وهذا أصل شريف من أعتنى به عرف منشأ الضلال والغي لكثير من الناس ولهذا تجد المشايخ الصالحين من الصوفيه المتبعين للعلم والهدى لم يحتجوا بالقدر أصلا وهذا أصل شريف من أعتنى به عرف منشأ الضلال والغي لكثير من الناس ولهذا تجد المشايخ الصالحين من الصوفية المتبعين للعلم والهدى كثيرا ما يوصون أتباعهم بالعلم والشرع لأنه كثير ما تعرض لهم إرادات في أشياء ومحبة لها فيتبعون فيها أهواءهم ظانين أنها دين الله وليس معهم إلا الظن والذوق والوجد الذي يرجع إلى محبة وإرادتها فيحتجون تارة بالقدر على فعل المعاصي أعظم بدعة وأشنع قولا وأقبح طريقة من المكذبين بالقدر وتارة بالظن والخرص وهم في الحقيقة إنما هم متبعون أهوائهم بغير هدى من الله ولهذا كان المحتجون بالقدر من المعتزلة والشيعة والرافضة فإن هؤلاء بتعظيمهم الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من الذين يرون القدر حجة لمن ترك المأمور وفعل المحظور فلا ريب أن هؤلاء شر من المعتزلة والشيعة الذين يقرون بالأمر والنهي والوعد وفعل الواجبات وترك المحرمات وإن لم يقولوا إن الله خلق أفعال العباد ولا يقدر على ذلك ولا شاء المعاصي فإنهم قد قصدوا تعظيم الأمر وتنزيه الله عن الظلم وإقامة حجة الله على خلقه بخلاف هؤلاء المحتجين على المعاصي فإنهم وإن أثبتوا قدرته تعالى ومشيئته وخلقه لكنهم عارضوا بذلك أمره ونهيه ووعده ووعيده وقولهم يقتضي إفحام الرسل وأن لا حجة لله على خلقه وقد قال سبحانه قل