لم يبال الله بأي واد أهلكه ومن توكل على الله كفاه الشعب .
ومن المشاهد أن الإنسان إذا تعلق قلبه بشئ واستحوذ عليه أو ألمت به ملمة فلم تنفرج تشتت فكره وذهب في طلب الغوث كل مذهب وهام في كل واد وقد تسول له نفسه أن يستصرخ النبي الفلاني وقد تزين له أن ينادي فلانا من الأئمة وقد يجول بخاطره أن ينذر لفلان من المشايخ وكذا من الشهداء أو يخضع لجنية فلانية أو يرجع إلى المنجم الفلاني أو الرمال الفلاني وقد تحدثه نفسه بأن يراجع سادنا أو إماما من أئمة المساجد الذين اتخذوا هذه الأمور حرفة فيطلبون أن يبحث عن الفال في كتاب ومن هام في كل واد واتبع كل ناعق صرف الله عنه عنايته وأخرجه من عباده الصادقين وأخطأ طريق التربية والهداية الربانية وظل يهيم في هذه الأودية ويتيه في مهامه الأوهام والأحلام إلى أن يتلف ويهلك فمنهم من تمذهب بمذهب الدهريين ومنهم من سلك مسلك الملحدين ومنهم من دخل في غمار المشركين ومنهم من ابتلى بالسفسطة .
وأما من توكل على الله ولم تنشغب به المذاهب عده الله في عباده المقبولين وفتح الله عليه طريق الهداية وهدى قلبه