فأذاقه حلاوة الإيمان وغشيته غاشية من السكينة ورزق من اجتماع الخاطر ورباطة الجأش وبرد اليقين وهدوء النفس مالا سبيل إليه لمن تشتت فكره وتفرق هواه ثم إنه لا يخطئه ما قدر له وقسم ولكن ضعيف العقيدة متشتت البال يعاني الحزن والقلق من غير جدوى والمؤمن المتوكل الموحد ينعم بالهدوء والطمأنينة والسكينة .
إن الله يرجع إليه في صغير وكبير وإنه ليس كملوك الدنيا في تدبير المملكة والاستعانة بالحاشية .
أخرج الترمذي عن أنس Bه قال قال رسول الله A ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأل الملح وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع .
ومعنى ذلك أن الله D وعلا لا يقاس على ملوك الدنيا فإنهم يباشرون الأمور الخطيرة ويتولونها بأنفسهم أما الأمور التافهة فيكلونها إلى الخدم الموظفين فيلجأ الناس إليهم في هذه الأمور التي ليست ذات خطر وشأن وليس الأمر كذلك فيما يختص بالله تعالى فإنه هو القادر المطلق الذي يقدر على أن يصلح ما دق وجل من الأمور وإن كانت في عددها وانتشارها كنجوم السماء ورمال الدهناء وليس لأحد تصرف في مملكته