على الغيب ودليله أن جميع المؤمنين يؤمنون بأن الساعة آتية لا ريب فيها ولكنهم لا يعلمون موعدها بالتحديد يقول الله تعالى إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير .
الأمور المستقبلة التي لا تعلم بالقطع .
فإذا كان هذا من شأن الساعة التي هي من الأمور القطيعة ومن ضروريات الدين لا يعلمها أحد فما ظنك بغيرها من الأخبار والحوادث كالفتح والهزيمة والمرض والصحة فإنها لم تشتهر اشتهار القيامة ولم تكن منزلتها من القطع واليقين كمنزلة القيامة كذلك لا يعرف أحد متى ينزل المطر مع أن الفصول معينة وللأمطار فصل وإبان يجيء فيه الأمطار في غالب الأحيان وقد تشتد إليه حاجة البشر ويتمناه الأنبياء والأولياء والملوك والحكماء في بعض الأحيان ويرغبون فيها أشد الرغبة فإن كان إلى العلم به سبيل اهتدى إليه بعض الأفراد أما الأشياء التي ليس لها فصل معين ولا يتفق الناس على الحاجة إليه أو الرغبة فيه كأن يموت رجل أو يعيش أو أن يرزق أحد ولدا أو يغني