الفصل الأول .
في التحذير عن الشرك .
قال الله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا .
الفرق بين الشرك وسائر الذنوب .
أعلم أن هنالك أنواعا من الذنوب والآثام يقترفها الناس إذا جمحت بهم النفوس وغلبهم الهوى فمنهم من لا يميز بين حلال وحرام ومنهم من يقترف سرقة أو عملا من أعمل الفسوق أو يترك الصلاة والصيام أو لا يأتي بما فرض الله عليه من حقوق الأهل والعيال أو يسيء إلى والديه ويغلظ القول لهما ولكن الذي تورط في الشرك فقد أسرف وظلم نفسه ظلما مبينا لأنه قد جناية لا يغفرها الله أما الذنوب