منقادين يقول الله تعالى في سورة مريم إن كل من في السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتية يوم القيامة فردا فظهر أنه هو المتصرف وحده وأنه لا يملك أحدا غيره ولا يمكنه فيه وأن الناس يأتون ربهم فرادى لا يمنع أحدا آخر وقد تظافرت الآيات على ذلك وكثرت .
ومن تأمل في آيتين أو ثلاث من الآيات الكثيرة التي سردناها والتي لم يتسع المجال لذكرها عرف الفرق بين الشرك والتوحيد وتجلت له حقيقتهما وقد آن الأوان لأن نذكر الخلال والأعمال التي خصصها الله بذاته العلية ولم يأذن لغيره أن يكون له نصيب منها وهي كثيرة يطول ذكرها ولكن لابد أن نخص بالذكر منها ما يستطيع القارئ الفهم الذكي أن يقيس عليها ويميز بين الحق والباطل والهدى والضلال .
العلم المحيط الشامل من خصائص الله تعالى .
وفي مقدمة هذه الأمور أنه من شأن الله وحده أن يكون وحاضرا وناظرا في كل مكان يعلم مادق وجل أو دنا أو خفى او ظهر لا تخفى عليه خافية في أي وقت لا فرق في ذلك بين نور وظلمه وبين سماوات وأرضين وبين قلل