والاستغاثة به في الشدة واعتقاد أنه حاضر ناظر في كل مكان وإثبات قدرة التصرف له وكل ذلك يثبت به الشرك ويصبح الإنسان به مشركا وإن كان يعتقد أن هذا الإنسان أو الملك أو الجني الذي يسجد له أو يذبح أو ينذر له أو يستغيث به أقل من الله شأنا وأصغر منه مكانا وأن الله هو الخالق وهذه عبده وخلقه لا فرق في ذلك بين الأولياء والأنبياء والجن والشياطين والعفاريت والجنيات فمن عاملها هذه المعاملة كان مشركا لذلك وصف الله اليهود والنصارى الذين غلوا في أحبارهم و رهبانهم مثل ما غلا المشركون في آلهتهم بما وصف به عباد الأوثان والمشركين وغضب على هؤلاء الغلاة المنحرفين كما غضب على غلاة المشركين فقال اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون وقد ذكر أن جميع الخلق سواءا كانوا علماء أو عبادا حكاما أو ملوكا كلهم عبيد خاضعون عاجزون ضعفاء لا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ولا يملكون إذا بعثهم الله وطلبهم إلا أن يقفوا أمام ربهم خاضعين مستسلمين طائعين