الجبال وأغوار البحار هذا العلم المحيط الشامل لكل زمان ومكان الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة صفة خاصة بالله تعالى لا يشاركه فيها أحد فمن كان يلهج باسم أحد من الخلق ويناديه قائما وقاعدا وعن قرب وبعد ويستصرخه ويستغيث به عند نزول البلاء ودفع الأعداء ويختم ختمة باسمه أو يراقبه ويركز فكره عليه ويصرف همته إليه متمثلا صورته كأنه يشاهده ويعتقد أنه إذا ذكر اسمه باللسان أو القلب أو تمثل صورته أو قبره واستحضرهما علم بذلك وعرفه وأنه لا يخفى عليه من أمره شيء وأنه مطلع على ما ينتابه من مرض وصحة وعسر ويسر وموت وحياة وحزن وسرور ولا يتفوه بشيء من كلام وتنطق به شفتاه ولا يساوره هم من الهموم ولا يجول بخاطره معنى إلا وعلم ذلك واطلع عليه كان بذلك مشركا وكل ذلك يدخل في الشرك .
ويسمى هذا النوع الإشراك في العلم وهو من إثبات صفة العلم المحيط لغير الله وإن كان هذا الإثبات لنبي أو ولي أو شيخ أو شهيد أو إمام أ سليل إمام أو عفريت أو جنية سواء اعتقد أنه يعلم من ذاته أو يعلم أنه منحة من الله