وقد تبين من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى لم يمنح أحدا من خلقه قدرة التصرف في العالم وأنه لا طاقة لأحد أن يدافع عن أحد .
حقيقة شرك أهل الجاهلية و ضلالهم .
وكذلك تبين أن الكفار الذين كانوا في عصر النبي A لم يكونوا يعدلون آلهتهم بالله ويرونهم مع الله بمنزلة سواء بل كانوا يقرون بأنهم مخلوقون وعبيد ولم يكونوا يعتقدون أبدا أن آلهتهم لا يقلون عن الله قدرة وقوة وهم والله في كفة واحدة فما كان كفرهم وشركهم إلا نداءهم لآلهتهم والنذور التي كانوا ينذرون لها والقرابين التي كانوا يقربونها بأسمائهم واتخاذهم لهم شفعاء و وكلاء فمن عامل أحدا بما عامل به الكفار آلهتهم وإن كان يقر بأنه مخلوق وعبد كان هو وأبو جهل في الشرك بمنزلة سواء .
خلال الشرك وأعماله .
فاعلم أن الشرك لا يتوقف على أن يعدل الإنسان أحدا بالله ويساوي بينهما فلا فرق بل إن حقيقة الشرك أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال خصها الله بذاته العلية وجعلها شعارا للعبودية لأحد من الناس كالسجود لأحد والذبح باسمه والنذر له