[ 52 ] كما قال " فالتقطه آل فرعون ليكون عدوا وحزنا " 1) ولم يلتقطوه الا ليكون قرة عين لهم. وقوله " ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها " 2) اخبار عن قدرته أنه قادر. على أن يلجئ الخلق إلى الهدى والايمان، لكن لا يفعل ذلك لانه ينافي التكليف وينتقض الغرض به، وجرى ذلك مجرى قوله " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " 3). وكذلك كل آية يتعلقون بها فالوجه فيها ما قلناه في هذه الاية، نحو قوله " ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا " 4) وقوله " ولو شاء الله لهدى الناس جميعا " 5) وما يجري مجرى ذلك من الايات، فالوجه فيها ما ذكرناه. فلا نطول بذكرها، وقد بينا الوجه فيها جميعه في تفسير القرآن مستوفى لا يحتمل ذكره ههنا. وقولهم " لو أراد من خلقه الايمان والطاعة وما لا يقع للحقه بذلك وهن وضعف ونقص، لان الملك إذا أراد من رعيته ما لا يقع دل على ضعفه " باطل، لان الامر بخلاف ما قالوه في الشاهد، لان السلطان متى أراد من رعيته ما يعود نفعه عليهم لا عليه فلم يقع أو وقع خلافه لا يلحقه ضعف ولا نقص، وانما يجوز أن يقال ذلك فيما يعود نفعه عليه من نصرته والدفاع عنه مما يستضر بفوته، والقديم تعالى لا يريد الا ما بكون نفعه للخلق دونه تعالى لاستحالة النفع عليه. ________________________________________ 1) سورة القصص: 8. 2) سورة السجدة: 13. 3) سورة الشعراء: 4. 4) سورة يونس: 99. 5) سورة الرعد: 31 واول الاية " أن أو يشاء الله ". ________________________________________