[ 51 ] نهيا الا بكراهية المنهي عنه، ولو كان مريدا للقبيح لادى إلى أن يكون مريدا للشئ كارها له، وذلك باطل. وأيضا فلو أراد القبيح لكان محبا له، راضيا به، لان المحبة والرضا هي الارادة إذا وقعت على وجه مخصوص، وأجمعت الامة على خطأ من أطلق ذلك على الله تعالى وقد قال الله تعالى " وما الله يريد ظلما للعباد " 1) و " ما الله يريد ظلما للعالمين " 2) و " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " 3). ومن أعظم العسر الكفر والقبائح المؤدية إلى العقاب، وقد قال الله تعالى " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " 4) ومعناه أراد منهم العبادة لان هذه اللام لام الغرض لانها لو كانت لام العاقبة لكان كذبا لوجودنا كثيرا من الجن والانس غير عابدين لله تعالى. وقوله " وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا " إلى قوله " ان أنتم الا تخرصون " 5) واضح في أنه لا يريد القبيح لانه كذب من أضاف ذلك إلى الله، ومن أنه اتباع للظن دون العلم، وآيات القرآن شاهدة بذلك وهي أكثر من أن تحصى. وقوله " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس " 6) اللام ههنا لام العاقبة ________________________________________ 1) سورة غافر: 31. 2) سورة آل عمران: 108. 3) سورة البقرة: 185. 4) سورة الذاريات: 56. 5) سورة النحل: 35. 6) سورة الاعراف: 179 ________________________________________