[ 43 ] " نظرت إلى الهلال فلم أره "، فيثبتون النظر وينفون الرؤية، ولو كان معناه الرؤية لكان ذلك مناقضة، ويقولون " ما زالت أنظر إليه حتى رأيته " ولا يقولون " ما زلت أراه حتى رأيته ". ولو سلم أن النظر بمعنى الرؤية لجاز أن يكون معناه: إلى ثواب ربها رائية، وثواب الله يصح رؤيته. ويحتمل أن يكون " إلى " في الاية واحد الالاء، لانه يقال الي والئ والئ والئ والى، وانما لم ينون لمكان الاضافة، فيكون " إلى " في الاية اسما لا حرفا، فيسقط بذلك شبهة المخالف. وقول موسى عليه السلام " رب أرني أنظر اليك " 1) يحتمل أن يكون سأل الرؤية لقومه على ما حكاه الله عزوجل في قوله " فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة " 2)، فسأل الله تعالى ذلك ليرد الجواب من جهته فيكون أبلغ. ويحتمل أن يكون سأل العلم الضروري الذي تزول معه الخواطر والشبهات أو اظهار آية من آيات الساعة التي يحصل عندها العلم الذي لا شك فيه، وللانبياء أن يسألوا تخفيف البلوى في التكليف، كما سأل ابراهيم عليه السلام فقال: " رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " 3) وكل ذلك لا ينافي الاية التي ذكرناها. ________________________________________ 1) سورة الاعراف: 143. 2) سورة البقرة: 55. 3) سورة البقرة: 260. ________________________________________