@ 327 @ الجمهور ( فاكهون ) بالألف ، والحسن ، وأبو جعفر ، وقتادة ، وأبو حيوة ، ومجاهد ، وشيبة ، وأبو رجاء ، ويحيى بن صبيح ، ونافع في رواية بغير ألف . وطلحة ، والأعمش ( فاكهين ) بالألف وبالياء نصبا على الحال . و ( في شغل ) هو الحبر . فبالألف أصحاب فاكهة ، كما يقال : لابن ، وتامر ، وشاحم ولاحم . وبغير ألف معناه : فرحون طربون . مأخوذ من الفكاهة . وهي المزحة ، وقرىء ( فكهين ) بغير ألف وبالياء . وقرىء ( فكهون ) بضم الكاف يقال : رجل فكه وفكه نحو يدس ويدس ، ويجوز في ( هم ) أن يكون مبتدأ وخبره ( في ضلال ) و ( متكئون ) خبر ثان ل ( إن ) أو يكون تأكيدا للضمير المستكن في شغل المنتقل إليه من العامل فيه . وعلى هذا الوجه والذي قبله يكون الأزواج قد شاركوهم في التفكة ، والشغل ، والاتكاء على الأرائك ، وذلك من جهة المنطوق . وعلى الأول شاركوهم في الظلال والاتكاء على الأرائك من حيث المنطوق وهن قد شاركنهم في التفكة والشغل من حيث المعنى . وقرأ الجمهور ( في ظلال ) ، قال ابن عطية : ' وهو جمع ظل إذا الجنة لا شمس فيها ، وإنما هواؤها سجسج ، كوقت الأسفار قبل طلوع الشمس ' . انتهى ، وجمع فعل على فعال في الكثرة نحو ذئب وذئاب . وأما أن وقت الجنة كوقت الإسفار قبل طلوع الشمس ، فيحتاج هذا إلى نقل صحيح ، وكيف يكون ذلك وفي الحديث ما يدل على حوراء من حور الجنة لو ظهرت لأضاءت منها الدنيا ، أو نحو من هذا . قال : ' ويحتمل أن يكون جمع ظلة ' قال أبو علي ' كبرمة وبرام ' ، وقال منذر بن سعيد : ' جمع ظلة بكسر الظاء ' ، قال ابن عطية : ' وهي لغة في ظلة ' . انتهى . فيكون مثل لقحة ولقاح ، وفعال لا ينقاس في فعلة بل يحفظ . وقرأ عبدالله ، والسلمي ، وطلحة وحمزة ، والكسائي ( في ظل ) جمع ظلة وجمع فعلة على فعل مقيس . وهي عبارة عن الملابس ، والمراتب من الحجال ، والستور ، ونحوها من الأشياء التي تظل . وقرأ عبد الله ( متكئين ) نصب على الحال و ( يدعون ) مضارع ادعى ، وهو افتعل من دعا ، ومعناه : ولهم ما يتمنون . وقال أبو عبيدة : ' العرب تقول ادع على ما شئت بمعنى تمن علي . وتقول فلان في خير ما تمنى ، قال الزجاج : ' وهو من الدعاء ، أي : ما يدعونه أهل الجنة يأتيهم ، وقيل : ' يدعون به لأنفسهم ' . وقيل : ' يتداعونه لقوله ارتموه وتراموه . وقرأ الجمهور ( سلام ) بالرفع ، قيل : وهو صفة ل ( ما ) أي : مسلم لهم وخالص ' انتهى . ولا يصح إن كان ( ما ) بمعنى الذي لأنها تكون إذ ذاك معرفة ، و ( سلام ) نكرة ولا تنعت المعرفة بالنكرة ، فإن كانت ( ما ) نكرة موصوفة جاز إلا أنه لا يكون فيه عموم كحالها بمعنى الذي . وقيل : ( سلام ) مبتدأ ويكون خبره ذلك الفعل الناصب لقوله ( قولا ) أي : سلام يقال قولا ( من رب رحيم ) أو يكون ( عليكم ) محذوفا . أي : سلام عليكم قولا من رب رحيم ، وقيل : خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو سلام ، وقال الزمخشري : ' ( سلام قولا ) بدل من ( ما يدعون ) كأنه قال لهم سلام ، يقال لهم قولا من جهة رب رحيم . والمعنى : أن الله يسلم عليهم بواسطة الملائكة أو بغير واسطة ، مبالغة في تعظيمهم . وذلك متمناهم ( ولهم ) ذلك لا يمنعونه . قال ابن عباس : ' والملائكة يدخلون عليهم بالتحية من رب العالمين ' . انتهى . وإذا كان ( سلام ) بدلا من ( ما يدعون ) كان ( ما يدعون ) خصوصا ، والظاهر : أنه عموم في كل ما يدعون ، وإذا كان عموما لم يكن ( سلام ) بدلا منه . وقيل ( سلام ) خبر ( ما يدعون ) و ( ما يدعون ) مبتدأ . أي : ولهم ما يدعون . سلام خالص لا شرب فيه . و ( قولا ) مصدر مؤكد كقوله ( ولهم ما يدعون سلام ) أي : عدة من ( رحيم ) ، قال الزمخشري : ' والأوجه أن ينتصب على الاختصاص وهو من مجازه ' . انتهى ويكون ( لهم ) متعلقا على هذا الإعراب ب ( سلام ) ، وقرأ محمد بن كعب القرظي ( سلم ) بكسر السين وسكون اللام ومعناه سلام وقال أبو فضل الرازي : ' مسالم لهم . أي : ذلك مسالم ' ، وقرأ أبي ، وعبد الله ، وعيسى والقنوي ، ( سلاما ) بالنصب على المصدر . وقال الزمخشري : ' نصب على الحال . أي : لهم مرادهم خالصا . ( وامتازوا اليوم ) أي : انفردوا عن المؤمنين لأن المحشر جنع البر والفاجر ، فأمر المجرمون بأن يكونوا على حدة من المؤمنين . والظاهر : أن ثم قولا محذوفا . لما ذكر تعالى ما يقال للمؤمنين في قوله ( سلام قولا من رب رحيم ) قيل : ويقال للمجرمين امتازوا . ولما امتثلوا ما أمروا به ، قال