@ 328 @ لهم على جهة التوبيخ والتقريع ( ألم اعهد إليكم ) وقفهم على عهده إليهم ومخالفتهم إياه . وعن الضحاك : ' ولكل كافر بيت ' من النار يكون فيه لا يرى ولا يرى فعلى هذا معناه أن بعضهم من بعض ' . وعن قتادة : ' اعتزلوا عن كل خير . والعهد الوصية . عهد إليه : إذا وصاه . وعهد الله إليهم : ما ركز فيهم من أدلة العقل ، وأنزل إليهم من أدلة السمع . وعبادة الشيطان : طاعته فيما يغويه ويزينه . وقرأ الجمهور ( أعهد ) بفتح الهمزة والهاء ، وقرأ طلحة والهذيل بن شرحبيل الكوفي بكسر الهمزة . قاله صاحب اللوامح : ' وقال لغة تميم وهذا الكسر في النون والتاء أكثر من بين حروف المضارعة . يعني نعهد وتعهد ' وقال ابن خالوية : ' ألم أعهد ، يحيى بن وثاب ألم أحد لغة تميم ' . وقال ابن عطية : ' وقرأ بن وثاب ( ألم أعهد ) بكسر الميم والهمزة وفتح الهاء وهي على لغة من كسر أول المضارع سوى الياء . وروي عن ابن وثاب : ' ألم ( أعهد ) بكسر الهاء . يقال : عهد يعهد ' . انتهى . وقوله : ' بكسر الميم والهمزة ' يعني : أن كسر الميم يدل على كسر الهمزة لأن الحركة التي في الميم هي حركة نقل الهمزة المكسورة ، وحذفت الهمزة حين نقلت حركتها إلى الساكن قبلها ، وهو الميم ( اعهد ) بالهمزة المقطوعة المكسورة لفظا لأن هذا لا يجوز . وقال الزمخشري : ' وقرىء ( اعهد ) بكسر الهمزة . وباب فعل كله يجوز في حروف مضارعته الكسر إلا في الياء وأعهد بكسر الهاء . وقد جوز الزجتج ان يكون من باب نعم ينعم وضرب يضرب وأحهد بالحاء وأحد وهي لغة تميم ومنه قولهم : دحا محا ' انتهى . وقوله : ' إلا في الياء ' . لغة لبعض كلب : أنهم يكسرون أيضا في لياء يقولون هل يعلم وقوله : دحا محا ' يريدون دعها معها ، أدغموا العين في الحاء ، والإشارة بهذا إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن . وقرأ نافع وعاصم ( جبلا ) بكسر الجيم والباء وتشدديد اللام . وهي قراءة أبي حيوة ، وسهيل ، وأبي جعفر ، وشيبة ، وأبي رجاء ، والحسن بخلاف عنه ، وقرأ العربيان ، والهذيل بن شرحبيل ، بضم الجيم وإسكان الباء . وباقي السبعة بضمها وتخفيف اللام . والحسن بن أبي إسحاق ، والزهري ، وابن هرمز ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، وحفص بن حميد ، بضمتين وتشديد اللام . والأشهب العقيلي ، واليماني ، وحماد بن مسلمة عن عاصم بكسر الجيم وسكون الباء ، والأعمش ( جبلا ) بكسرتين وتخفيف اللام . وقرىء ( جبلا ) بكسر الجيم ، وفتح الباء وتخفيف اللام . جمع جبلة ، نحو : ' فطره وفطر فهذه سبع لغات قرىء بها . وقرأ علي بن أبي طالب وبعض الخراسانيين ( جبلا ) بكسر الجيم بعدها ياء ى خر الحروف . واحد الأجيال . و ( الجبل ) بالباء بواحدة من أسفل الأمة العظيمة . وقال الضحاك : ' أقله عشرة آلاف ' . خاطب تعالى الكفار بما فعل معهم الشيطان ، تقريعا لهم . وقرأ الجمهور ( أفلم تكونوا ) بتاء الخطاب . وطلحة وعيسى بياء الغيبة عائدا على ( جبل ) ويروى : ' انهم يجحدون ويخاصمون ، فيشهد عليهم جيرانهم وعشائرهم ، وأهاليهم فيحلفون ما كانوا مشركين ، فحينئذ يختم على أفواههم وتكلم أيديهم وأرجلهم ' . وفي الحديث . ' يقول العبد يوم القيامة . إني لا أجيز علي شاهد إلا من نفسي ، فيختم على فيه ، ويقال لأركانه : انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقال بعدا لكن وسحقا ، فعنكن كنت أناضل ' . وقرىء ( يختم ) مبنيا للمفعول ( وتتكلم أيديهم ) بتاءين وقرىء ( ولتكلمنا أيديهم ولتشهد ) بلام الأمر والجزم . وعلى أن الله يأمر الأعضاء بالكلام والشهادة . وروى عبد الرحمن بن محمد بن طلحة عن أبيه عن جده طلحة أنه قرأ ( ولتكلمنا أيديهم ولتشهد ) بلام كي ، والنصب على معنى : وكذلك يختم على أفواههم . والظاهر : أن الأعين : هي الأعضاء المبصرة . والمعنى : لأعميناهم فلا يرون كيف يمشون ؟ قاله الحسن وقتادة ويؤيده مناسبة المسخ فهم في قبضة القدرة وبروج العذاب إن شاءه الله لهم . وقال ابن عباس : ' أراااد عين البصائر ، والمعنى : ولو نشاء لختمت عليهم بالكفر فلا يهتدي منهم أحد أبدا . والطمس : إذهاب الشيء وأثره جملة حتى كأنه لم يوجد فإن أريد بالأعين الحقيقة ، فالظاهر : أنه يطمس بمعنى يمسخ حقيقة ، ويجوز أن يكون الطمس : يراد به العمى من غير إذهاب العضو وأثره ، وقرأ الجمهور ( فاستبقوا ) فعلا ماضيا ، معطوفا على ( لطمسنا ) وهوعلى الفرض . و ( الصراط ) منصوب على