285 - قوله تعالى : { آمن الرسول } أي صدق { بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله } يعني كل واحد منهم ولذلك وحد الفعل و { ملائكته وكتبه ورسله } قرأ حمزة و الكسائي : كتابه على الواحد يعني القرآن وقيل معناه الجمع وإن ذكر بلفظ التوحيد كقوله تعالى : { فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب } ( 213 - البقرة ) وقرأ اآخرون وكتبه بالجمع كقوله تعالى : { وملائكته وكتبه ورسله } ( 136 - النساء ) { لا نفرق بين أحد من رسله } فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى وفيه إضمار تقديره يقولون لا نفرق وقرأ يعقوب لا يفرق بالياء فيكون خبرا عن الرسول أو معناه لا يفرق الكل وإنما قال ( بين أحد ) ولم يقل بين آحاد لأن الأحد يكون للواحد والجمع قال الله تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين } ( 47 - الحاقة ) { وقالوا سمعنا } قولك { وأطعنا } أمرك .
روى عن حكيم عن جابر Bهما أن جبريل عليه السلام قال للنبي A حين نزلت هذه الآية إن الله قد اثنى عليك وعلى أمتك فسل تعطه فسأل بتلقين الله تعالى فقال { غفرانك } وهو نصب على المصدر أي اغفر غفرانك أو نسألك غفرانك { ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ظاهر الآية قضاء الحاجة وفيها إضمار السؤال كأنه قال : وقالوا لا تكلفنا إلا وسعنا وأجاب أي لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أي طاقتها والوسع : اسم لما يسع الإنسان ولا يضيق عليه واختلفوا في تأويله فذهب ابن عباس Bه و عطاء وأكثر المفسرين إلى أنه أراد به حديث النفس الذي ذكر في قوله تعالى { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه } كما ذكرنا وروي عن ابن عباس Bهما أنه قال : هم المؤمنون خاصة وسع عليهم أمر دينهم ولم يكلفهم فيه إلا ما يستطيعون كما قال الله تعالى : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } ( 185 - البقرة ) وقال الله تعالى : { وما جعل عليكم في الدين من حرج } ( 78 - الحج )