286 - .
وسئل سفيان بن عيينة عن قوله D { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } قال : إلا يسرها ولم يكلفها فوق طاقتها وهذا قول حسن لأن الوسع ما دون الطاقة .
قوله تعالى : { لها ما كسبت } أي للنفس ما عملت من الخير لها أجره وثوابه { وعليها ما اكتسبت } من الشر وعليها وزره { ربنا لا تؤاخذنا } أي لا تعاقبنا { إن نسينا } جعله بعضهم من النسيان الذي هو السهو قال الكلبي كانت بنو إسرائيل إذا نسوا شيئا مما أمروا به أو أخطؤوا عجلت لهم العقوبة فحرم عليهم من شيء من مطعم أو مشرب على حسب ذلك الذنب فأمر الله المؤمنين أن يسألوه ترك مؤاخذتهم بذلك وقيل هو من النسيان الذي هو الترك كقوله تعالى : { نسوا الله فنسيهم } ( 67 - التوبة ) .
قوله تعالى : { أو أخطأنا } قيل معناه القصد والعمد يقال : أخطأ فلان إذا تعمد قال الله تعالى { إن قتلهم كان خطأ كبيرا } ( 31 - الإسراء ) قال عطاء : إن نسينا أو أخطأنا يعني : أن جهلنا أو تعمدنا وجعله الأكثرون من الخطأ الذي هو الجهل والسهو لأن ما كان عمدا من الذنب فغير معفو عنه بل هو في مشيئة الله والخطأ معفو عنه قال النبي A : [ رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ] .
قوله تعالى : { ربنا ولا تحمل علينا إصرا } أي عهدا ثقيلا لا نستطيع القيام به فتعذبنا بنقضه وتركه { كما حملته على الذين من قبلنا } يعني اليهود فلم يقوموا به فعذبتهم هذا قول مجاهد و عطاء و قتادة و السدي و الكلبي وجماعة يدل عليه قوله تعالى { وأخذتم على ذلكم إصري } ( 81 - آل عمران ) أي عهدي وقيل : معناه لا تشدد ولا تغلظ الأمر علينا كما شددت على من قبلنا من اليهود وذلك أن الله فرض عليهم خمسين صلاة وأمرهم بأداء ربع أموالهم في الزكاة ومن أصاب ثوبه نجاسة قطعها ومن أصاب ذنبا أصبح وذنبه مكتوب على بابه ونحوها من الأثقال والأغلال وهذا يعني قول عثمان و عطاء و مالك بن أنس و أبي عبيدة وجماعة يدل عليه قوله تعالى : { ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } ( 157 - الأعراف ) وقيل : الإصر ذنب لا توب له معناه أعصمنا من مثله والأصل في العقل والإحكام قوله تعالى : { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } أي لا تكلفنا من الأعمال مالا نطيقه وقيل هو حديث النفس والوسوسة حكي عن مكحول أنه قال : هو الغلمة قيل : الغلمة : شدة الشهوة وعن إبراهيم قال : هو الحب وعن محمد بن عبد الوهاب قال : العشق وقال ابن جريج : هو مسخ القردة والخنازير وقيل هو شماتة الأعداء وقيل : هو الفرقة والقطيعة نعوذ بالله منها .
قوله تعالى : { واعف عنا } أي تجاوز وامح عنا ذنوبنا { واغفر لنا } استر علينا ذنوبنا ولا تفضحنا { وارحمنا } فإننا لا ننال العمل إلا بطاعتك ولا نترك معصيتك إلا برحمتك { أنت مولانا } ناصرنا وحافظنا وولينا { فانصرنا على القوم الكافرين } .
روى سعيد بن جبير عن ابن عباس Bهما في قوله D { غفرانك ربنا } قال الله تعالى ( قد غفرت لكم ) وفي قوله ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال : ( لا أوأخذكم ) { ربنا ولا تحمل علينا إصرا } قال : ( لا أحمل عليكم إصرا ) { ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } قال : ( لا أحملكم ) { واعف عنا } إلى آخره قال ( قد عفوت عنكم وغفرت لكم ورحمتكم ونصرتكم على القوم الكافرين ) وكان معاذ بن جبل إذا ختم سورة البقرة قال : آمين .
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا أبو أسامة حدثني مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة بن علي بن مصرف عن مرة عن عبد الله قال : لما أسري برسول الله A انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به فوقها فيقبض منها قال : { إذ يغشى السدرة ما يغشى } ( 16 - النجم ) قال : فراش من ذهب قال : وأعطى رسول الله A ثلاثا : الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئا من المقحمات ) كبائر الذنوب .
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسين الإسفراييني أنا أبو عوانة يعقوب بن اسحق الحافظ أنا يونس و أحمد بن شيبان قالا : ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود Bهم قال : قال رسول الله A : [ الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه ] .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أبو منصور السمعاني أنا أبو جعفر الرياني أخبرنا حميد بن زنجويه أنا العلاء بن عبد الجبار أنا جماد بن سلمة أخبرنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير Bه أن رسول الله A : [ إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ]