وأول من أبدع في هذه الطريقة الزجلية : أبو بكر بن قزمان وإن كانت قيلت قبله بالأندلس لكن لم يظهر حلاها ولا انسبكت معانيها واشتهرت رشاقتها إلا في زمانه وكان لعهد الملثمين وهو إمام الزجالين على الإطلاق .
قال ابن سعيد : ورأيت أزجاله مروية ببغداد أكثر مما رأيتها بحواضر المغرب .
قال : وسمعت أبا الحسن بن جحدر الإشبيلي - إمام الزجالين في عصرنا - يقول : ما وقع لأحد من أئمة هذا الشأن مثل ما وقع لابن قزمان - شيخ الصناعة - .
وكان ابن قزمان - مع أنه قرطبي الدار - كثيرا ما يتردد إلى إشبيلية ويبيت بنهرها وكان في عصرهم بشرق الأندلس : محلف الأسود وله ( 1 / 315 ) محاسن من الزجل .
وجاءت بعدهم حلبة كان سابقها : مدغيس وقعت له العجائب في هذه الطريقة .
وظهر بعد هؤلاء بإشبيلية : ابن جحدر الذي فضل على الزجالين في فتح ميورقة بالزجل .
قال ابن سعيد : لقيته ولقيت تلميذه : المعمع صاحب الزجل المشهور .
ثم جاء من بعدهم : أبو الحسن : سهل بن مالك - إمام الأدب - ثم من بعدهم لهذه العصور صاحبنا الوزير : أبو عبد الله بن الخطيب - إمام النظم والنثر في الملة الإسلامية من غير مدافع - وكان لعصره بالأندلس : محمد بن عبد العظيم - من أهل وادي آش - وكان إماما في هذه الطريقة