وكان في عصرهما من الموشحين المطبوعين : أبو بكر الأبيض .
وكان في عصرهما أيضا الحكيم : أبو بكر بن باجة صاحب التلاحين المعروفة واشتهر بعد هؤلاء في صدر دولة الموحدين : محمد بن أبي الفضل بن شرف وأبو إسحاق الدويني .
قال ابن سعيد : وسابق الحلبة التي أدركت هؤلاء : أبو بكر بن زهر وقد شرقت ( 1 / 314 ) موشحاته وغربت واشتهر بعده : ابن حبون واشتهر معهما يومئذ بغرناطة : المهر بن الغرس وبعد هذا : ابن حزمون بمرسية وأبو الحسن : سهل بن مالك بغرناطة واشتهر بإشبيلية أبو الحسن بن الفضل واشتهر بين أهل العدوة : ابن خلف الجزائري ومن محاسن الموشحات للمتأخرين : موشحة ابن سهل شاعر إشبيلية وسبتة من بعدها .
وأما المشارقة فالتكلف ظاهر على ما عانوه من الموشحات ومن أحسن ما وقع لهم في ذلك : موشحة ابن سناء الملك المصري اشتهرت شرقا وغربا .
ولما شاع فن التوشيح في أهل الأندلس وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وترصيع أجزائه نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله ونظموا في طريقته بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيها إعرابا واستحدثوه فنا سموه : بالزجل والتزموا النظم فيه على مناحيهم إلى هذا العهد فجاءوا فيه بالغرائب واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة