وهذه الطريقة الزجلية لهذا العهد هي فن العامة بالأندلس من الشعر وفيها نظمهم حتى إنهم لينظمون بها في سائر البحور الخمسة عشر لكن بلغتهم العامية ويسمونه : الشعر الزجلي وكان من المجيدين لهذه الطريقة : الأديب : أبو عبد الله الألوسي .
ثم استحدث أهل الأمصار بالمغرب فنا آخر من الشعر في أعاريض مزدوجة كالموشح نظموا فيه بلغتهم الحضرية أيضا وسموه : عروض البلد وكان أول من استحدثه فيهم رجل من أهل الأندلس نزل بفاس يعرف : بابن عمير فنظم قطعة على طريقة الموشح ولم يخرج فيها عن مذاهب الإعراب فاستحسنه أهل فاس وولعوا به ونظموا على طريقته وتركوا الإعراب الذي ليس من شأنهم وكثر سماعه بينهم واستفحل فيه كثير منهم ونوعوه أصنافا إلى : المزدوج والكاري والملعبة والغزل واختلفت أسماؤها باختلاف ازدواجها وملاحظاتهم فيها وكان منهم : الشيخ : علي بن المؤذن سلمان وبزرهون - من ضواحي مكناسة - رجل يعرف : بالكفيف أبدع في مذاهب هذا الفن وأتى فيه بكل غريبة من الإبداع . ( 1 / 316 ) .
وأما أهل تونس فاستحدثوا في الملعبة أيضا على لغتهم الحضرية إلا أن أكثره رديء .
وكان لعامة بغداد أيضا فن من الشعر يسمونه : المواليا وتحته فنون كثيرة يسمون منها : القوما وكان وكان ومنه : مفرد ومنه في بيتين ويسمونه : دوبيت على الاختلافات المعتبرة عندهم في كل واحد منها وغالبها مزدوجة من أربعة أغصان وتبعهم في ذلك أهل مصر القاهرة وأتوا فيها بالغرائب وتبحروا فيها في أساليب البلاغة بمقتضى لغتهم الحضرية فجاءوا بالعجائب