ثم جاءت الحلبة التي كانت في دولة الملثمين فظهرت لهم البدائع وسابق فرسان حلبتهم : الأعمى التطيلي ثم يحيى بن بقي .
وذكر غير واحد من المشايخ أن أهل هذا الشأن بالأندلس يذكرون : أن جماعة من الوشاحين اجتمعوا في مجلس بإشبيلية وكان كل واحد منهم اصطنع موشحة وتأنق فيها فتقدم الأعمى التطيلي للإنشاد فلما افتتح موشحته المشهورة بقوله : .
ضاحك عن جمان ... سافر عن بدر .
ضاق عنه الزمان ... وحواه صدري .
خرق ابن بقي موشحته وتبعه الباقون .
وذكر العلم البطليوسي أنه سمع ابن زهر يقول : ما حسدت قط وشاحا على قول إلا ابن بقي حين وقع له : .
أما ترى أحمد ... في مجده العالي ... لا يلحق .
أطلعه الغرب ... فأرنا مثله ... يا مشرق