أو : مثل التفجع في الجزع باستدعاء البكاء كقوله : .
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... فليس لعين لم يفض ماؤها عذر .
أو : باستعظام الحادث كقوله : .
أرأيت من حملوا على الأعواد .
أو : بالتسجيل على الأكوان بالمصيبة لفقده كقوله : ( 1 / 294 ) .
منابت العشب لا حام ولا راع ... مضى الردى بطويل الرمح والباع .
أو : بالإنكار على من لم يتفجع له من الجمادات كقول الخارجية : .
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف .
أو : بتهئنة قريعة بالراحة من ثقل وطأته كقوله : .
ألقى الرماح ربيعة بن نزار ... أودى الردى بقريعك المغوار .
وأمثال ذلك كثير في سائر فنون الكلام ومذاهبه وتنتظم التراكيب فيه بالجمل وغير الجمل إنشائية وخبرية اسمية وفعلية متفقة وغير متفقة مفصولة وموصولة على ما هو شأن التراكيب في الكلام العربي في مكان كل كلمة من الأخرى يعرفك به ما تستفيده بالارتياض في أشعار العرب من القالب الكلي المجرد في الذهن من التراكيب المعينة التي ينطبق ذلك القالب على جميعها فإن مؤلف الكلام هو كالبناء أو النساج والصورة الذهنية المنطبقة كالقالب الذي يبني فيه أو المنوال الذي ينسج عليه فإن خرج عن القالب في بنائه أو على المنوال في نسجه كان فاسدا