موضوع الكتاب الأول تاريخ أحوال العالم . وموضوع الكتاب الثاني جمع أسامي الكتب التي صفنها بنو آدم . فالأول ليس فيه ما خلا ذكر تلك العلوم في فصول خاصة إلا أحوال العمران وأمم الإنسان ( 1 / 6 ) ووقائع الدهور والأزمان . والثاني ليس فيه ما عدا تراجم تلك العلوم والخطب إلا الكشف عن أسامي الكتب . والثالث مقتصر على ذكر أنواع العلوم وتراجم المصنفين فيها . والرابع مختص بذكر اصطلاحاتها المتداولة في كتب الفنون .
فأردت أن أفرد منها أحوال العلوم وتراجم الفنون في تأليف مختصر تقريبا للبعيد وتحصيلا للتجريد مضيفا إليه ما حصل الوقوف عليه في أثناء ملاحظة الكتب الشاذة وعطفها واجتناء ثمار الفوائد من الصحف الفاذة وقطفها . ليكون هذا السفر التام المقصود وكوكب المراد الطالع من أفق السعود سهل الحصول لمن رام الوصول إليه ويسير النتاج لمن أراد الحصول منه والتعويل عليه لأنه دراسات عديدة في كراريس محدودة وفراسات سديدة في قراطيس مشهودة تحلت بعون الله وحسن توفيقه بكل زين ورتبت على قسمين : .
الأول : في بيان أحوال العلوم .
والثاني : في تراجمها المنطوق منها والمفهوم .
وكل قسم من هذين القسمين اشتمل على مقدمة وخاتمة وأبواب على أكمل وضع وأجمل أسلوب تسوق ناظريها من طلبة العلوم إلى أعز مقصود وأعز مطلوب