@ 228 @ | المتعاونين في اكتساب الشهوات واجتلاب الأموال . والقسم الرابع هو المحبة العقلية | المستندة إلى تسهيل أسباب المعاش وتيسير المصالح الدنيوية كمحبة التجار والصناع | ومحبة المحسن إليه للمحسن ، فكل ما استند إلى غرض فان وسبب زائل زال بزواله | وانقلب عند فقدانه عداوة لتوقع كل من المتحابين ما اعتاد من صاحبه من اللذة المعهودة | والنفع المألوف مع عدمه وامتناعه لزوال سببه ، ولما كان الغالب على أهل العلم أحد | القسمين الأخيرين أطلق الكلام وقال : ! 2 < الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين > 2 ! | لانقطاع أسباب الوصلة بينهم وانتفاء الآلات البدنية عنهم وامتناع حصول اللذة الحسية | والنفع الجسماني وانقلابهما حسرات وآلاما وضررا وخسرانا قد زالت اللذات والشهوات | وبقيت العقوبات والتبعات ، فكل يمحق صاحبه ويبغضه لأنه يرى ما به من العذاب منه | وبسببه . ثم استثنى المتقين المتناولين للقسمين الباقيين لقلتهم كما قال : ! 2 < وقليل ما هم > 2 ! | [ ص ، الآية : 24 ] ، ! 2 < وقليل من عبادي الشكور > 2 ! [ سبأ ، الآية : 13 ] . | | ولعمري إن القسم الأول أعز من الكبريت الأحمر وهم الكاملون في التقوى | البالغون إلى نهايتها ، الفائزون بجميع مراتبها ، اجتنبوا أولا المعاصي ثم الفضول ثم | الأفعال ثم الصفات ثم الذوات ، فما بقيت منهم بقايا حتى يتنافسوا فيها ويضنوا بها عن | حبيبهم فيفسد محبتهم ، بل ما بقي منهم إلا نفس الحب . وأما الفريق الثاني فاقتصروا | على الرتبة الأولى وقنعوا بظاهر التقوى فرضوا من الآخرة بما أوتوا من النعيم وتسلوا | عن الدنيا وما فيها بالفضل الجسيم فأبقى محباتهم فيما بينهم لبقاء أسبابها وهي الصفات | المتماثلة والهيئات المتشابهة في ابتغاء مرضاة الله وطلب ثوابه واجتناب سخط الله | وعقابه ، فهم العباد المرتضون أي كلا القسمين لاشتراكهما في طلب الرضا فلذلك | نسبهم إلى نفسه بقوله : يا عباد لا خوف على الفريقين لأمنهم من العقاب ولا هم يحزنون | على فوات لذات الدنيا لكونهم على ألذ منها وأبهج وأحسن حالا وأجمل ، وإن تفاوت | حالهم في اللذة والسرور والروح والحبور بما لا يتناهى ، وشتان بين محمد ومحمد . | | .
تفسير سورة الزخرف ، [ الآية : 72 - 80 ] . | | والجنة التي أمرو بدخولها هي جنة النفس لاشتراك الفريقين فيها دون جنتي | الصفات والذات المخصوصتين بالسابقتين بدليل قوله بعده : ^ ( وتلك الجنة التي أورثتموها |