@ 229 @ | بما كنتم تعلمون ) ^ وإنما الجنة التي هي ثواب الأعمال جنة النفس لقوله : ^ ( وفيها ما | تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ) ^ . | | ^ ( ونادوا يا مالك ) ^ سمي خازن النار مالكا لاختصاصه بمن ملك الدنيا وآثرها لقوله | تعالى : ^ ( فأما من طغى * وءاثر الحيوة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى ) ^ [ النازعات ، الآيات : | 37 - 39 ] كما سمى خازن الجنة رضوانا لاختصاصه بمن رضي الله عنهم ورضوا عنه . | وقيل : الرضا بالقضاء باب الله الأعظم وهو الطبيعة الجسمانية الموكلة بأجساد العالم | والهيولى الظلمانية أو النفس الحيوانية الكلية الموكلة بالتأثير في الأجساد الحيوانية | المستعلية على النفوس الناطقة المحبوسة في قيود اللذات الحسية والمطالب السفلية ، | وإنما لا يتعذب بالنار لكونه من جوهر تلك النار فهي له جنة ، وللجهنميين نار لتنافي | جواهرهم وجوهرها وتباينهما . واختصاص ندائهم بمالك دون الله تعالى لاحتجابهم | وبعدهم عن الله بالكلية وتعبدهم لمالك بالنية والأمنية ، وما ذلك النداء إلا توجههم إليه | وطلب المراد منه ودعوتهم بقولهم : ^ ( ليقض علينا ربك ) ^ إشارة إلى تمني زوال بقية | الاستعداد بالكلية وإماتة الغريزة الفطرية لئلا يتأذوا بالهيئات المؤذية والنيران المردية ، أو | تمني تعطل الحواس وعدم الإحساس لشدة التألم بالعذاب الجسماني و ^ ( قال إنكم | ماكثون ) ^ إشارة إلى المكث المقدر بحسب رسوخ الهيئات وارتكام الذنوب والآثام إن | كانت الاستعدادات باقية والاعتقادات صحيحة أو الخلود فيها إن لم تكن ، فإن المكث | أعم من المتناهي وغيره . وكذا المجرم أعم من الشقي الأصلي وغيره ، وعلى هذا حمل | الخلود في قوله : ^ ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ) ^ [ الزخرف ، الآية : 74 ] على | المكث الطويل الأعم من المتناهي وغيره ، فإنه قد يستعمل في العرف بمعناه كثيرا | مجازا ، وإنما جعلنا المجرم شاملا للقسمين المذكورين من الأشقياء لمقابلته للمتقي | الشامل للقسمين المذكورين من السعداء وإن خصصناه بالشقي المردود المطرود في | الأزل كان المكث في قوله : ^ ( إنكم ماكثون ) ^ عبارة عن الأبد . | | ^ ( بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) ^ كل ما خطر فينا بالبال من الأشرار ينتقش في | النفوس الفلكية كما ينتقش في الإنسانية لاتصالها بها وانتقاشها كما هي ، إما في القوى | الخيالية إن كانت جزئية وإما في القوى العاقلة إن كانت كلية ، وكلاهما يظهر على النفس | عند ذهولها عن الحس ورجوعها إلى ذاتها وما كانت تنساها تنعكس إليها من النفوس | الفلكية عند المفارقة فتذكرها دفعة وذلك معنى قوله : ^ ( أحصاه الله ونسوه ) ^ [ المجادلة ، | الآية : 6 ] فالرسل الكاتبون هم النفوس الفلكية المناسبة لكل واحد واحد من الأشخاص | البشرية بحسب الوضع المقارن لاتصال النفس بالبدن . | .
تفسير سورة الزخرف من [ آية 81 |