@ 227 @ | القطب والإمام الذي يتأخر هو المهدي ، وإنما يتأخر مع كونه قطب الوقت مراعاة لأدب | صاحب الولاية مع صاحب النبوة ، وتقديم عيسى عليه السلام إياه لعلمه بتقدمه في نفس | الأمر لمكان قطبيته وصلاته خلفه على الشريعة المحمدية اقتداؤه به تحقيقا للاستفاضة | منه ظاهرا وباطنا والله أعلم . | | وإنما قال : ! 2 < واتبعون هذا صراط مستقيم > 2 ! لأن الطريقة المحمدية هي صراط الله | لكونه باقيا به بعد الفناء فدينه دين الله وصراطه صراط الله واتباعه اتباع الله ، فلا فرق بين | قوله : ! 2 < واتبعون > 2 ! ، وقوله : واتبعو رسولي . ولهذا كان متابعته تورث محبة الله إذ طريق | هي طريقة الوحدة الحقيقية التي لا استقامة إلا لها ولهذا لم يسع عيسى إلا اتباعه عند | الوصول إلى الوحدة وارتفاع الاثنينية يوجب المحبة الحقيقية . | .
تفسير سورة الزخرف من [ آية 66 - 71 ] | | ! 2 < هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم > 2 ! أي : ظهور المهدي دفعة وهم غافلون عنه | ! 2 < الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين > 2 ! الخلة ، إما أن تكون خيرية أو لا ، | والخيرية إما أن تكون في الله أو لله ، والغير الخيرية إما أن يكون سببها اللذة النفسانية أو | النفع العقلي . والقسم الأول هو المحبة الروحانية الذاتية المستندة إلى تناسب الأرواح | في الأزل لقربها من الحضرة الأحدية وتساويها في الحضرة الواحدية التي قال فيها : فما | تعارف منها ائتلف ، فهم إذا برزوا في هذه النشأة واشتاقوا إلى أوطانهم في القرب | وتوجهوا إلى الحق وتجردوا عن ملابس الحس ومواد الرجس ، فلما تلاقوا تعارفوا وإذا | تعارفوا تحابوا لتجانسهم الأصلي وتماثلهم الوضعي وتوافقهم في الوجهة والطريقة ، | وتشابههم في السيرة والغريزة وتجردهم عن الأغراض الفاسدة والأعراض الذاتية التي | هي سبب العداوة ، وانتفع كل منهم بالآخر في سلوكه وعرفانه وتذكره لأوطانه والتذ | بلقائه وتصفى بصفائه وتعاونوا في أمور الدنيا والآخرة فهي الخلة التامة الحقيقية التي لا | تزول أبدا كمحبة الأولياء والأنبياء والأصفياء والشهداء . والقسم الثاني هو المحبة القلبية | المستندة إلى تناسب الأوصاف والأخلاق والسير الفاضلة ، ونشأته في الاعتقادات | والأعمال الصالحة كمحبة الصلحاء والأبرار فيما بينهم ومحبة العرفاء والأولياء إياهم ، | ومحبة الأنبياء العامة أممهم . والقسم الثالث هو المحبة النفسانية المستندة إلى اللذات | الحسية والأغراض الجزئية كمحبة الأزواج لمجرد الشهوة ومحبة الفجار والفساق |