@ 224 @ | إلى الآية 36 ] | | ! 2 < وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم > 2 ! لما سمعوا من الأنبياء تعليق الأشياء بمشيئة | الله تعالى افترضوه وجعلوه ذريعة في الإنكار ، وقالوا ذلك لا عن علم وإيقان بل على | سبيل العناد والإفحام ، ولهذا ردهم الله تعالى بقوله : ! 2 < ما لهم بذلك من علم > 2 ! إذا لو | علموا ذلك لكانوا موحدين لا ينسبون التأثير إلا إلى الله فلا يسعهم إلا عبادته دون غيره | إذ لا يرون حينئذ لغيره نفعا ولا ضرا ^ ( إن هم إلا يخرصون ) ^ لتكذيبهم أنفسهم في هذا | القول بالفعل حين عظموهم وخافوهم وخوفوا أنبياءهم من بطشهم كما قال قوم هود : | ! 2 < إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء > 2 ! [ هود ، الآية : 54 ] ، ولما خوفوا إبراهيم عليه السلام | كيدهم أجاب بقوله : ! 2 < ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا > 2 ! [ الأعراف ، الآية : | 80 ] إلى قوله : ! 2 < وكيف أخاف ما أشركتم > 2 ! [ الأعراف ، الآية : 81 ] . | | ! 2 < وقالوا لولا نزل هذا القرآن > 2 ! إلى آخره ، لما لم يكونوا أهل معنى ولا حظ لهم | إلا من الصورة لم يتصوروا في رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا يعظمونه به إذ لا مال له ولا حشمة | ولا جاه عندهم ، وعظم في أعينهم الوليد بن المغيرة وأضرابه كأبي مسعود الثقفي وغيره | لمكان حشمتهم ومالهم وخدمهم ، فاستخفوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : لا يناسب حاله | اصطفاء الله إياه وكرامته عنده ، ولو كان هذا القرآن من عند الله لاختار له رجلا عظيما | كالوليد وأبي مسعود فأنزل عليه لتناسب حالة عظمة الله ، فردهم الله لأنهم ليسوا بقاسمي | رحمة الدين والهداية التي لا حظ لهم منها ولا معرفة لهم بها ، بل ليسوا بقاسمي ما هم | يعرفونه ويتصرفون فيه من المعيشة والحطام الدنيوي الذي يتهالكون على كسبه ولا |