@ 223 @ | .
تفسير سورة الزخرف من [ آية 5 - 19 ] | | ! 2 < أفنضرب عنكم الذكر > 2 ! أي : أنهملكم ونصرف الذكر عنكم لإسرافكم وإنما | كانت الحاجة إلى الذكر للإسراف ، إذ لو كانوا على السيرة العادلة والطريقة الوسطى لما | احتيج إلى التذكير بل التذكير يجب عند الإفراط والتفريط ، ولهذا بعث الأنبياء في زمان | الفترة . قال الله تعالى : ! 2 < كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين > 2 ! [ البقرة ، الآية : 213 ] . | | ! 2 < وجعلوا له من عباده جزء > 2 ! أي : اعترفوا بأنه خالق السموات والأرض ومبدعهما | وفاطرهما وقد جسموه وجزؤوه بإثبات الولد له الذي هو بعض من الوالد مماثل له في | النوع لكونهم ظاهريين جسمانيين لا يتجاوزون عن رتبة الحس والخيال ولا يتجردون | عن ملابس الجسمانيات ، فيدركون الحقائق المجردة والذوات المقدسة فضلا عن ذوات | الله تعالى ، فكل ما تصوروا وتخيلوا كان شيئا جسمانيا ولهذا كذبوا الأنبياء في إثبات | الآخرة والبعث والنشور وكل ما يتعلق بالمعاد ، إذ لا يتعدى إدراكهم الحياة الدنيا | وعقولهم المحجوبة عن نور الهداية أمور المعاش فلا مناسبة أصلا بين ذواتهم وذوات | الأنبياء إلا في ظاهر البشرية ، فلا حاجة إلى ما وراءها . ولما سمعوا من أسلافهم قول | الأوائل من الحكماء في إثبات النفوس الملكية وتأنيثهم إياها إما باعتبار اللفظ ، وإما | باعتبار تأثرها وانفعالها عن الأرواح المقدسة العقلية مع وصفهم إياها بالقرب من | الحضرة الإلهية توهموا أنوثتها في الحقيقة التي هي بإزاء الذكورة في الحيوان مع | اختصاصها بالله فجعلوها بنات ، وقلما يعتقدها العامي إلا صور إنسية لطيفة في غاية | الحسن . | .
تفسير سورة الزخرف من [ آية 20 |