@ 91 @ | | ولما تحيرت النفس الفرعونية وقواها وعجزت وخافت أن يخرجها من أرض البدن | ويدفع شر فسادها ورياستها فيها ، ويمنع تسلطها واستيلاءها بعثوا الدواعي الشيطانية ، | واستنهضوا البواعث النفسانية إلى مدائن محال القوى الوهمية والتخيلية ، وأحضروا | سحرتها لإلقاء الوساوس والهواجس بآلات المغالطات والتشكيكات وجمعوها لوقت | الحضور وجمعية جميع القوى النفسانية والبدنية والروحانية في توجه السر إلى حضرة | القدس ، فألقوا حبال التخييلات والوهميات وعصي الهواجس والوساوس لتوهم الغلبة | بعزة فرعون النفس الأمارة وقوته ، ورجاء التعظيم والمنزلة والتقريب في صدر الرياسة | والسلطنة فتلقفها ثعبان القوة القدسية بقوة التوحيد وابتلع مأفوكاتها بنور التحقيق ، | فانقادت سحرة الوهم والخيال والتخيل إذ فقدت آلاتها وآمنت بنور اليقين في متابعة | موسى القلب وهرون العقل بربهما ، فبقيت مقطوعة الأرجل والأيدي عن السعي في | أرض البدن بأنواع الحيل والكيد والمكر وطلب المعاش وتحصيل اللذات والشهوات | والتصرف في أملاك القوى البدنية بالرياسة والسلطنة من جهة مخالفة النفس وموافقة | القلب مصلوبة على جذوع النفس النباتية ، ممنوعة عن حركاتها بالرياضة والقهر | والسياسة ، منقلبة إلى ربهم في متابعة القلب ومشايعة السر عند التوجه إلى الحق ، | مغفورة خطاياهم من التزويرات والمفتريات بنور القدس . | | وأوحى إلى موسى القلب إسراء القوى الروحانية في ليل هدوء الحواس وسكون | القوى النفسانية إلى الحضرة الوحدانية والعبور من بحر المادة الهيولانية . | .
تفسير سورة الشعراء من [ آية 61 - 82 ] | | فلما أتبعهم فرعون النفس في التلوينات حاشرا جنوده من مدائن طبائع الأعضاء ، | حاذرا من ذهاب رياسته وملكه ، ممتلئا من غيظ تسلط القلب واتباعه واستيلائه على | مملكته وأعوانه ، فكادوا أن يظفروا بهم ، ضرب موسى القلب بأمر الحق عند تقابلهما |