@ 90 @ | على خفة عقله وكون جوابه غير مطابق للسؤال تعجبا منه لقومه وتسفيها له ، فلما ثنى | قوله بمثل ما قال أولا من إيراد خاصة أخرى جننه ، فثلث بقوله : ! 2 < إن كنتم تعقلون > 2 ! | أي : إن جننت فأين عقلكم حتى يعرف طوره ولم يتجاوز حده . وهذه المقالة إشارة إلى | أن النفس المحجوبة بمعقولها لا تهتدي إلى معرفة الحق وحكمة الرسالة والشرع ، ولا | تذعن للمتابعة ولا تنقاد للمطاوعة بل تظهر بالأنانية وطلب العلوم والربوبية والتغلب على | الرسالة الإلهية وهو معنى قوله : ! 2 < لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين > 2 ! . | .
تفسير سورة الشعراء من [ آية 30 - 40 ] | | والشيء المبين الذي يمنعه عن الاستيلاء ويردعه عن الغلبة والاستعلاء هو النور | البارق القدسي ، والبرهان النير العرشي الذي ائتلف به القلب في الأفق الروحي المعجز | للنفس والقوى الدالة على صدقه في الدعوى المفيد لقوتيه العاقلتين النظرية والعلمية | للهيئة النورية والقوة القهرية حتى صارت الأولى قوة قدسية متأيدة بالحكمة البالغة يعتمد | عليها في قمع العدو عند المجادلة ودفع الخصم عند المغالطة . والثانية قوة ملكية متأيدة | بالقدرة الكاملة يعجز بها من غالبه في القوة وعارضه بالقدرة ، فإذا ألقى عصا القوة | القدسية بالذكر القلبي صار ثعبانا ظاهر الثعبانية في الغلبة القوية ، وإذا نزع يد الملكية من | جيب الصدر حير الناظر بالإشراق والنورية . | .
تفسير سورة الشعراء من [ آية 41 - 60 ] |