@ 92 @ | وتعارضهما بعصا القوة القدسية البحر الهيولاني فانفلق إلى الحقوق والحظوظ ونجا | موسى وقومه بطريق التجريد وأخرج أعداءهم بالمنع عن الحظوظ والإجبار على الحقوق | من جنات اللذات النفسانية وعيون أذواقها وأهوائها وكنوز مدخراتها وأسبابها ومقام | الركون إلى مشتهياتها إلى أن خرج موسى وأهله من البحر بالمفارقة وغرق فرعون النفس | وقومه أجمعون . | | ! 2 < وما تعبدون > 2 ! كل من عكف على شيء يهواه ويحبه ويتولاه فهو عابد له ، | محجوب به عن ربه ، موقوف معه عن كماله ، وذلك عدو الموحد ، إذ الغير لا يوجد | عنده إلا في التوهم . فالباعث على عبادته الشيطان والغالب على عابده الظلم والعدوان ، | ولا يضر غير الحق في شهوده ولا ينفع ولا يبصر بنفسه ولا يسمع لأنه يشهد الحق قائما | على كل نفسه بما تفعل وأيدي الأفعال كلها في حضرة أسمائه منه تصدر ، كما قال عليه | السلام : ! 2 < الذي خلقني فهو يهدين > 2 ! ! 2 < والذي هو يطعمني ويسقين > 2 ! إلى آخره ، فهو | الخالق والهادي والمطعم والساقي والممرض والشافي والمميت والمحيي ، ويقرر هذا | المعنى قوله : ^ ( أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون 93 ) ^ [ الشعراء ، الآيات : 92 - 93 ] إلى قوله : ^ ( فما لنا من شافعين ولاصديق حميم ) ^ [ الشعراء ، الآيات : 100 - | 101 ] . ولما كان هذا المقام مقام الفناء وذنبه لا يكون إلا بوجود البقية ، خاف ذنب | حاله ، ورجا غفرانه منه بنور ذاته فقال : ! 2 < والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين > 2 ! | أي : القيامة الكبرى ولا يجازيني من ظهور البقية بالحرمان . | .
تفسير سورة الشعراء من [ آية 83 |