@ 83 @ | الحائلة بينهما من الامتزاج وتكدر الروح بالجسم وتكثفه وتنور الجسم بالروح وتجرده | ! 2 < وحجرا محجورا > 2 ! عياذا يتعوذ به كل منهما من بغي الآخر ومانعا يمنع ذلك . | .
تفسير سورة الفرقان من [ آية 58 - 60 ] | | ! 2 < وتوكل على الحي الذي لا يموت > 2 ! أي : شاهد موت الكل وعدم حراكهم | بذواتهم ، كما قال : ^ ( إنك ميت وإنهم ميتون 30 ) ^ [ الزمر ، الآية : 30 ] فإنهم لا يتحركون إلا | بدواع أوجدها الله تعالى فيهم بفناء أفعالك وأفعال الكل في أفعال الحق ورفع حجبها | عن أفعاله إذ مقام التوكل هو الفناء في الأفعال . | | وبين بقوله : ! 2 < على الحي الذي لا يموت > 2 ! إن منشأ التوكل شهود صفة حياته التي بها | يحيا كل حي لأن من يموت لا يكون حيا بالذات وبالترقي عن مقام فناء الأفعال إلى | الفناء في صفة الحياة يصح مقام التوكل كما قالت المتصوفة : لا يمكن تصحيح كل مقام | إلا بالترقي إلى المقام الذي فوقه ، وإذا كان كل حي يموت إنما يحيا بحي الذات الذي | حياته عين ذاته فبه يتحرك ، فلا تبال بأفعالهم فإنهم لو اجتمعوا بأسرهم على أن يضروك | بشيء لم يضروك إلا بما كتب الله عليك ، على ما ورد في الحديث . | | ! 2 < وسبح بحمده > 2 ! ونزهه بتجردك عن صفاتك ومحوها في صفاته عن أن تكون | لغيره صفة مستقلة تكون مصدرا لفعله ملتبسا بحمده ، أي : متصفا بصفاته ، فإن الحمد | الحقيقي هو الاتصاف بصفاته الكمالية التي هو بها حميد وذلك هو تصحيح مقام التوكل | وتحقيقه بنفي الصفات التي هي مبادئ الأفعال من الغير ، وإذا تجردت عن صفاتك | بالاتصاف بصفاته شاهدت إحاطة علمه بالكل ، فاكتفيت به عن سؤاله في دفع جناياتهم | عنك وجزاء إيذائهم لك ، وشاهدت قدرته على مجازاتهم ، كما قال إبراهيم عليه | السلام : ' حسبي من سؤالي علمه بحالي ' . وذلك معنى قوله : ! 2 < وكفى به بذنوب عباده خبيرا الذي خلق السماوات والأرض > 2 ! أي : احتجب بسموات الأرواح وأرض الأجسام | ! 2 < وما بينهما > 2 ! من القوى في الأيام الستة التي هي الآلاف الستة من ابتداء زمان آدم إلى | محمد عليهما السلام ، لأن الخلق ليس إلا احتجاب الحق بالأشياء والأيام هي أيام | الآخرة لا أيام الدنيا ، إذ لم تكن الدنيا ثمة ولا الشمس والنهار ! 2 < وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون > 2 ! [ الحج ، الآية : 47 ] . | | ! 2 < ثم استوى على > 2 ! عرش القلب المحمدي في السابع الذي هو يوم الجمعة ، أي : | يوم اجتماع جميع الأوصاف والأسماء فيه ، وذلك هو معنى الاستواء في الاستقامة |