@ 15 @ | $ سورة طه عليه السلام $ | | بسم الله الرحمن الرحيم | .
تفسير سورة طه من [ آية 1 - 5 ] | | ! 2 < طه > 2 ! الطاء إشارة إلى الطاهر ، والهاء إلى الهادي . وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم من شدة | حنوه وتعطفه على قومه لكونه صورة الرحمة ومظهر المحبة ، تأسف من عدم تأثير | التنزيل في إيمانهم واستشعر البقية كما ذكر في قوله : ^ ( فلعلك باخع نفسك علىءاثارهم ) ^ | [ الكهف ، الآية : 6 ] . وزاد في الرياضة فكان يحيي الليالي بالتهجد وبالغ في القيام حتى | تورمت قدماه فأخبر أن عدم إيمانهم ليس من جهتك بل من جهتهم وغلظ حجابهم أعدم | استعدادهم لا لبقاء صفات نفسك أو بقية أنانيتك أو وجود نقصك وقصورك في الهداية | كما استشعرت فلا تتعب نفسك . ونودي باسمين من أسماء الله تعالى دالين على نزاهته | عن الأمرين المذكورين وجود البقية أو القصور عن الهداية فقيل : يا طاهر عن لوث | البقية ، يا هادي ! 2 < ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى > 2 ! وتتعب بالرياضة لكن لتذكير من يلين | قلبه ويستعد لقبوله بعد صفائك وطهارتك وقد حصل الأمران بحمد الله وكنت كاملا | مكملا . وما المقصود بالرياضة إلا هذان الأمران اللذان ظهرا فيك تجلينا عليك | بالاسمين المذكورين فلم تتعب نفسك وإنما لم يحصل الاهتداء بهدايتك لقسوة القلوب | التي هي ضد الخشية واللين الذي هو شرط في حصوله لا لقصورك . ويجوز أن يكون | قسما لا نداء ، أي : أقسم بالاسمين اللذين يربه بهما ويتجلى بهما له لإفادة التزكية | والتخلية إذ المقصود بالإنزال حصول أثرهما فيك لا التعب والمشقة وقد حصل فلا | تفرط في الرياضة ، ولهذا المعنى سمي آل محمدا : آل طه ، أي بحصول المعنيين لهم | وظهور مسمى الاسمين فيهم ! 2 < تنزيلا ممن خلق الأرض > 2 ! إلى قوله : ! 2 < له الأسماء الحسنى > 2 ! معناه : أنزلناه تنزيلا ممن اتصف بجميع الصفات الجمالية والجلالية فكان | لذاتك نصيب من جميعها وإلا لما أمكنك قبوله وحمله إذ الأثر الوارد لا بد وأن يناسب | المورد كما ناسب المصدر ، فلما كان مصدره الذات الموصوفة بجميع الأسماء الحسنى | وجب أن يكون مورده الذي هو ذاتك كذلك موصوفة بها ، فكما خلق السموات العلا | والأرض أي : عالم الأرواح وعالم الأجسام الذي هو الجسم المطلق وجعلها حجب |