@ 16 @ | جلاله الساترة لجماله كذلك حجبك بسموات طبقات غيوبك من الحجب السبعة | المذكورة التي هي روحانيتك ومراتب | كمالك وأرض شهادتك التي هي بدنك . | | ! 2 < الرحمن > 2 ! أي : ربك الجليل ، المحتجب بححب المخلوقات لجلاله ، | الجميل ، المتجلي بجمال رحمته على الكل ، إذ لا يخلو شيء من الرحمة الرحمانية وإلا | لم يوجد . ولهذا اختص الرحمن به دون الرحيم لامتناع عموم الفيض للكل إلا منه ، | فكما استوى على عرش وجود الكل بظهور الصفة الرحمانية فيه وظهور أثرها أي : | الفيض العام منه إلى جميع الموجودات فكذا استوى على عرش قلبك بظهور جميع | صفاته فيه ووصول أثرها منه إلى جميع الخلائق ، فصرت رحمة للعالمين وصارت نبوتك | عامة خاتمة . فمعنى استواء : ظهوره فيه سويا تاما إذا لا يطابق كلها مظهر غيره فلا | يستوي ولا يستقيم إلا عليه ، ولذلك لم يكن له عليه السلام ظل إذ لم يبق من ذاته مع | صفاته بقية لم تتحقق بالحق بالبقاء بعد الفناء التام . | .
تفسير سورة طه من [ آية 6 - 13 ] | | ! 2 < له ما في السماوات > 2 ! إلى قوله : ! 2 < وما تحت الثرى > 2 ! بيان لشمول قهره وملكته | للكل ، أي : كلها تحت ملكته وقهره وسلطنته وتأثيره لا توجد ولا تتحرك ولا تسكن ولا | تتغير ولا تثبت إلا بأمره وكذلك فنيت بالكلية مقهورة بوحدانيته وفناء قهاريته لا تسمع | ولا تبصر ولا تبطش ولا تمشي إلا به وبأمره . | | ! 2 < وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى > 2 ! بيان لكمال لطفه أي : علمه نافذة في | الكل يعلم ظواهرها وبواطنها والسر وسر السر ، فكذلك إن تجهر وإن تخفت فيعلمه | بجهر وبخفت . ولما كانت الصفات المذكورة هي الأمهات التي لا صفة إلا تحت | شمولها ولا اسم إلا كان مندرجا في هذه الأسماء المذكورة ولم تتكثر الذات بها ، قال : | ! 2 < الله > 2 ! أي : ذلك المنزل الموصوف بهذه الصفات هو الله ! 2 < لا إله إلا هو > 2 ! لم تتكثر ذاته | الأحدية وحقيقة هويته بها ولم يتعدد ، فهو هو في الأبد كما كان في الأزل لا هو إلا هو | ولا موجود سواه باعتبار واحديته ومصدريته لما ذكر ! 2 < له الأسماء الحسنى > 2 ! التي هي | ذاته مع اعتبار تعيينات الصفات ! 2 < إذ رأى نارا > 2 ! هي روح القدس التي ينقدح منها النور | في النفوس الإنسانية رآها باكتحال عين بصيرته بنور الهداية ! 2 < فقال لأهله > 2 ! القوى |