@ 422 @ | السنية وما أودع الله فيهم من النورية والسنا ، وما ألبسهم من العز والبهاء ^ ( لوليت | عنهم ) ^ فاراً لعدم اعتقادك بالنفوس المجردة وأحوالها وعدم استعدادك لقبول كمالهم ، | أو لوليت منهم للفرار عنهم وعن معاملاتهم لميلك إلى اللذات الحسية والأمور | الطبيعية ! 2 < ولملئت منهم رعبا > 2 ! من أحوالهم ورياضاتهم ، أو لو اطلعت عليهم بعد | الوصول إلى الكمال وعلى أسرارهم ومقاماتهم في الوحدة لأعرضت عنهم وفررت من | أحوالهم وملئت منهم رعباً لما ألبسهم الله من عظمته وكبريائه . وأين الحدث من | القدم ، وأنى يسع الوجود والعدم . | | ! 2 < وكذلك بعثناهم > 2 ! أي : مثل ذلك البعث الحقيقي والإحياء المعنوي بعثناهم | ! 2 < ليتساءلوا بينهم > 2 ! أي : ليتباحثوا بينهم عن المعاني المودعة في استعدادهم الحقائق | المكنونة في ذواتهم فيكملوا بإبرازها وإخراجها إلى الفعل ، وهو أول الانتباه الذي | تسميه المتصوفة اليقظة ! 2 < قال قائل منهم كم لبثتم > 2 ! مر تأويله ، والمحققون منهم هم | الذين ! 2 < قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة > 2 ! هذا هو | زمان استبصارهم واستفادتهم واستكمالهم . والورق هو ما معهم من العلوم الأولية التي | لا تحتاج إلى كسب ، إذ بها تستفاد الحقائق الذهنية من العلوم الحقيقية والمعارف | الإلهية . والمدينة محل الاجتماع ، إذ لا بد من الصحبة والتربية أو مدينة العلم من قوله | صلى الله عليه وسلم : ' أنا مدينة العلم وعلي بابها ' . وإنما بعثوا أحدهم لأن كمال الكل غير | موقوف على التعليم والتعلم بل الكمال الأشرف هو العلمي فيكفي تعلم البعض عن | كل فرقة وتنبيه الباقين كما قال تعالى : ! 2 < فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم > 2 ! [ التوبة ، الآية : 122 ] . | | ! 2 < فلينظر أيها أزكى طعاما > 2 ! أي : أهلها أطيب وأفضل علماً وأنقى من الفضول | واللغو والظواهر كعلم الخلاف والجدل والنحو وأمثالها التي لا تتقوى ولا تكمل بها | النفس كقوله : ^ ( لا يسمن ولا يغني من جوع ( 7 ) ) ^ [ الغاشية ، الآية : 7 ] ، إذ العلم غذاء | القلب كالطعام للبدن وهو الرزق الحقيقي الإلهي ! 2 < وليتلطف > 2 ! في اختيار الطعام ومن | يشتري منه أي : ليختر المحقق الزكي النفس ، الرشيد السمت ، الفاضل السيرة ، النقي | السريرة ، الكامل المكمل دون الفضولي الظاهري الخبيث النفس ، المتعالم ، المتصدر ، | لإفادة ما ليس عنده ليستفيد بصحبته ويظهر كماله بمجالسته ويستبصر بعلمه فيفيدنا أو | ليتلطف في أمره حتى لا يشعر بحالكم ودينكم ، جاهل من غير قصد له ! 2 < ولا يشعرن بكم أحدا > 2 ! من أهل الظاهر المحجوبين وسكان عالم الطبيعة المنكرين ، وإن أولنا | أصحاب الكهف بالقوى الروحانية فالمبعوث هو الفكر ، والمدينة محل اجتماع القوى | الروحانية والنفسانية والطبيعة والذي هو أزكى طعاماً العقل دون الوهم والخيال | والحواس ، لأن كل مدرك له طعام والرزق هو العلم النظري على كلا التقديرين ، ولا |