@ 421 @ | والوجه الذي يلي النفس منه مظلم بظلمة صفاتها يسمى الصدر وهو محل وسوسة | الشيطان كما قال : ^ ( الذي يوسوس في صدور الناس 5 ) ^ [ الناس ، الآية : 5 ] ، فإذا | تحرك الروح وأقبل القلب بوجهه إليه تنور وتقوى بالقوة العقلية الباعثة المشوقة إلى | الكمال ومال إلى الخير والطاعة ، وإذا تحركت النفس وأقبل القلب بوجهه إليها تكدر | واحتجب عن نور الروح وأظلم العقل ومال إلى الشر والمعصية . وفي هاتين الحالتين | تطرق الملك للإلهام والشيطان للوسواس وخلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً . وفي الآية | لطيفة هي : أنه استعمل في الميل إلى الخير الازورار عن الكهف ، وفي الميل إلى | الشر قرضهم أي : قطعهم ، وذلك أن الروح يوافق القلب في طريق الخير ويأمره به | ويوافقه معرضاً عن جانب البدن وموافقاته ولا يوافقه في طريق الشر بل يقطعه ويفارقه | وهو منغمس في ظلمات النفس وصفاتها الحاجبة إياه عن النور وهو إشارة إلى تلوينهم | في السلوك ، فإن السالك ما لم يصل إلى مقام التمكين وبقي في التلوين قد تظهر عليه | النفس وصفاته فيحتجب عن نور الروح ثم يرجع ذلك أي : طلوع نور الروح واختفاؤه | من آيات الله التي يستدل بها ويتوصل منها إليه وإلى هدايته . ! 2 < من يهد الله > 2 ! بإيصاله | إلى مقام المشاهدة والتمكين فيها ! 2 < فهو المهتد > 2 ! بالحقيقة لا غير ! 2 < ومن يضلل > 2 ! | بحجبه عن نور وجهه فلا هادي له ولا مرشد ، أو من يهد الله إليهم وإلى حالهم | بالحقيقة ومن يضلله يحجبه عن حالهم . | | [ تفسير سورة الكهف من آية 18 إلى آية 20 ] | | ! 2 < وتحسبهم أيقاظا > 2 ! يا مخاطب لانفتاح أعينهم وإحساساتهم وحركاتهم الإرادية | الحيوانية ! 2 < وهم رقود > 2 ! بالحقيقة في سنة الغفلة تراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون | ! 2 < ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال > 2 ! أي : نصرفهم إلى جهة الخير وطلب الفضيلة | تارة ، وإلى جهة الشر ومقتضى الطبيعة أخرى ! 2 < وكلبهم > 2 ! أي : نفسهم ! 2 < باسط ذراعيه > 2 ! | أي : ناشرة قوتيها الغضبية والشهوانية ! 2 < بالوصيد > 2 ! أي : بفناء البدن ، ولم يقل : وكلبهم | هاجع لأنها لم ترقد بل بسطت القوتين في فناء البدن ملازمة له لا تبرح عنه ، والذراع | الأيمن هو الغضب لأنه أقوى وأشرف وأقبل لدواعي القلب في تأديبه ، والأيسر هو | الشهوة لضعفها وخستها ! 2 < لو اطلعت عليهم > 2 ! أي : على حقائقهم المجردة وأحوالهم |