@ 417 @ | اختلاف الأقوال في التفاسير ومنهم الأنبياء السبعة المشهورون المبعوثون بحسب | القرون والأدوار ، وإن كان كل نبي منهم على ذكر وهم : آدم وإدريس ونوح وإبراهيم | وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام لأنه السابع المخصوص بمعجزة | انشقاق القمر ، أي : انفلاقه عنه لظهوره في دورة ختم النبوة وكمل به الدين الإلهي | كما أشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم : ' إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات | والأرض ' . إذ المتأخر بالزمان والظهور أي : الوجود الحسي هو الحائز لصفات الكل | وكمالاتهم كالإنسان بالنسبة إلى سائر الحيوانات ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ' كأن بنيان النبوة قد | تم وبقي منه موضع لبنة واحدة ، فكنت أنا تلك اللبنة ' . وقد اتفق الحكماء المتألهة من | قدماء الفرس أن مراتب العقول والأرواح على مذهبهم في التنازل تتضاعف إشراقاتها ، | فكل ما تأخر في الرتبة كان حظه من إشراقات الحق وأنواره وسبحات أشعة وجهه | وإشراقات أنوار الوسائط أوفر وأزيد فكذا في الزمان فهو الجامع الحاصر لصفات الكل | وكمالاتهم الحاوي لخواصهم ومعانيهم مع كماله الخاص به اللازم للهيئة الاجتماعية ، | كما قال صلى الله عليه وسلم : ' بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ' ومن هذا ظهر تقدمه عليهم بالشرف | والفضيلة ومن جهة أن إبراهيم عليه السلام كان مظهر التوحيد الأعظمي الذاتي ، وكان | هو الوسط في الترتيب الزماني بمنزلة الشمس في الرتبة كان قطب النبوة ، ولزمهم | كلهم اتباعه وإن لم يظهر في المتقدمين عليه بالزمان كارتباط الكواكب الستة في سيرها | بها ، ولكن لا كالقمر ، فتبعه بالحقيقة محمد صلى الله عليه وسلم . واعلم أن الأرواح في عالمها مراتب | متعينة ، وصفوف مترتبة واستعدادات متفاوتة متهيئة بالأزل بمحض العناية الأولى | والفيض الأقدس فأهل الصف الأول هم السابقون المفردون المقربون المحبوبون | المخصوصون بفضل عنايته وسابقة كرامته المتعارفون بنوره المتحابون فيه ، والباقون | يتباينون في الدرجات وبحسب تقاربها وتباعدها ، يتعارفون ويتناكرون ، فما تعارف منها | ائتلف وما تناكر منها اختلف إلى آخر الصفوف ، فلها مراكز ثابتة ، وأصول راسخة في | العالم العلوي وعند التعلق بالأبدان يتفاوت درجات كمالاتها وغاية سعاداتها بحسب ما | لها من الاستعداد الأول المخصوص بكل منها من مباديها في الأزل كما قال عليه | صلى الله عليه وسلم : ' الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ' ، حتى انتهت الدرجات في | العلو إلى الفناء في التوحيد الذاتي ، فبهذا الاعتبار يكون محمد صلى الله عليه وسلم عين آدم | بل عين السبعة وكذا باعتبار كونه جامعاً لصفاتهم كما قيل إنه سأله أبو يزيد رحمة الله | عليه : أنت من السبعة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ' أنا السبعة ' . وباعتبار علو مرتبته ومكانته ، وسبقه | في القدم وارتفاع درجة كماله وفضيلته ، كان أقدمهم وأولهم وأفضلهم كما قال : ' أول | ما خلق الله نوري وكنت نبياً وآدم بين الماء والطين ' . فهو متقدم عليهم بالرتبة والعلية | والشرف والفضيلة ، متأخر عنهم بالزمان وهو عينهم باعتبار السر والوحدة الذاتية ، |