@ 416 @ | إحالته . ! 2 < فلعلك باخع > 2 ! أي : مهلك ! 2 < نفسك > 2 ! من شدة الوجد والأسف على توليهم | وإعراضهم ، وذلك لأن الشفقة على خلق الله والرحمة عليهم من لوازم محبة الله | ونتائجه ولما كان صلى الله عليه وسلم حبيب الله ومن لوازم محبوبيته محبته لله لقوله : ! 2 < يحبهم ويحبونه > 2 ! | [ المائدة ، الآية : 54 ] وكلما كانت محبته للحق أقوى كانت شفقته ورحمته على خلقه | أكثر لكون الشفقة عليهم ظل محبته لله اشتد تعطفه عليهم ، فإنهم كأولاده وأقاربه بل | كأعضائه وجوارحه في الشهود الحقيقي ، فلذلك بالغ في التأسف عليهم حتى كاد | يهلك نفسه . وأيضاً علم أن المحب إذا تقوى بالمحبوب في استمرار الوصل ظهر | قبوله في القلوب لمحبة الله إياه . | | [ تفسير سورة الكهف من آية 7 إلى آية 9 ] | | ^ ( فلما لم يؤمنوا بالقرآن استشعر ببقية من نفسه وتوجس بنقصان حاله فعلاه الوجد | وعزم على قهر النفس بالكلية طلباً للغاية وكان ذلك من فرط شفقته عليهم وكمال أدبه | مع الله حيث أحال عدم إيمانهم على ضعف حاله لا على عدم استعدادهم ولذلك | سلاه بقوله : ^ ( إنا جعلنا ) ^ أي : لا تحزن عليهم فإنه لا عليك أن يهلكوا جميعاً ، إنا | نخرج جميع الأسباب من العدم إلى الوجود للابتلاء ثم نفنيها ولا حيف ولا نقص ، أو إنا | جعلنا ما على أرض البدن من النفس ولذاتها وشهواتها وقوى صفاتها وإدراكاتها ودواعيها | ^ ( زينة ) ^ لها ليظهر أيهم أقهر لها وأعصى لهواها في رضاي وأقدر على مخالفتها لموافقتي . | | ^ ( وإنا لجاعلون ) ^ بتجلينا وتجلي صفاتنا ^ ( ما عليها ) ^ من صفاتها هامدة كأرض | ملساء لا نبات فيها أي : نفنيها وصفاتها بالموت الحقيقي أو بالموت الطبيعي ولا | نبالي ، بل ^ ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً ) ^ أي : إذا | شاهدت هذا الإنشاء والإفناء فليس حال أصحاب الكهف آية عجيبة من آياتنا بل هذه | أعجب . واعلم أن أصحاب الكهف هم السبعة الكمل القائمون بأمر الحق دائماً الذين | يقوم بهم العالم ولا يخلو عنهم الزمان على عدد الكواكب السبعة السيارة وطبقها فكما | سخرها الله تعالى في تدبير نظام عالم الصورة كما أشار إليه بقوله : ^ ( فالسابقات | سبقا ( 4 ) فالمدبرات أمراً ( 5 ) ) ^ [ النازعات ، الآيات : 4 - 5 ] على بعض التفاسير وكل نظام | عالم المعنى وتكميل نظام الصورة إلى سبعة أنفس من السابقين كل ينتسب بحسب | الوجود الصوري إلى واحد منهم ، والقطب هو المنتسب إلى الشمس والكهف هو | باطن البدن والرقيم ظاهره الذي انتقش بصور الحواس والأعضاء إن فسر باللوح الذي | رقمت فيه أسماؤهم والعالم الجسماني إن جعل اسم الوادي الذي فيه الجبل والكهف | والنفس الحيوانية إن جعل اسم الكلب والعالم العلوي إن جعل اسم قريتهم على |