@ 418 @ | فالحاصل أن اختلافهم وتباينهم روحاً وقلباً ونفساً لا ينافي اتحادهم في الحقيقة وكذا | افتراقهم بالأزمنة لا ينافي معيتهم في الأزل والأبد وعين الجمع كما قال : ! 2 < تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض > 2 ! [ البقرة ، الآية : 253 ] مع قوله : ! 2 < لا نفرق بين أحد منهم > 2 ! | [ البقرة ، الآية : 136 ] . ويجوز أن يكون المراد بأصحاب الكهف روحانيات الإنسان التي | تبقى بعد خراب البدن . وقول من قال : ثلاثة ، إشارة إلى الروح والعقل والقلب . | والكلب هي النفس الملازمة لباب الكهف . ومن قال : خمسة إشارة إلى الروح والقلب | والعقل النظري والعقل العملي والقوة القدسية للأنبياء التي هي الفكر لغيرهم . ومن | قال : سبعة فتلك الخمسة مع السر والخفاء والله أعلم . | | [ تفسير سورة الكهف من آية 10 إلى آية 12 ] | | ! 2 < إذ أوى الفتية إلى الكهف > 2 ! أي : كهف البدن بالتعلق به ! 2 < فقالوا > 2 ! بلسان الحال | ! 2 < ربنا آتنا من لدنك > 2 ! أي : من خزائن رحمتك التي هي أسماؤك الحسنى ! 2 < رحمة > 2 ! | كما لا يناسب استعدادنا ويقتضيه ! 2 < وهيئ لنا من أمرنا > 2 ! الذي نحن فيه من مفارقة | العالم العلوي والهبوط إلى العالم السفلي للاستكمال ! 2 < رشدا > 2 ! استقامة إليك في سلوك | طريقك والتوجه إلى جنابك ، أي : طلبوا بالاتصال البدني والتعلق بآلات الكمال | وأسبابه الكمال العلمي والعملي . | | ! 2 < فضربنا على آذانهم > 2 ! أي : أنمناهم نومة الغفلة عن عالمهم وكمالهم نومة ثقيلة | لا ينبههم صفير الخفير ولا دعوة الداعي الخبير . في كهف البدن ! 2 < سنين > 2 ! ذوات | عدد ، أي : كثيرة أو معدودة أي : قليلة هي مدة انغماسهم في تدبير البدن وانغمارهم | في بحر الطبيعة مشتغلين بها ، غافلين عما وراءها من عالمهم إلى أوان بلوغ الأشد | الحقيقي ، والموت الإرادي والطبيعي ، كما قال : ' الناس نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا ' . | | ! 2 < ثم بعثناهم > 2 ! أي : نبهناهم عن نوم الغفلة بقيامهم عن مرقد البدن ومعرفتهم | بالله وبنفوسهم المجردة ! 2 < لنعلم > 2 ! أي : ليظهر علمنا في مظاهرهم أو مظاهر غيرهم من | سائر الناس ! 2 < أي الحزبين > 2 ! المختلفين في مدة لبثهم وضبط غايته الذين يعينون المدة | أم يكلون علمه إلى الله ، فإن الناس مختلفون في زمان الغيبة . يقول بعضهم : يخرج | أحدهم على رأس كل ألف سنة وهو يوم عند الله ، لقوله : ! 2 < وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون > 2 ! [ الحج ، الآية : 47 ] . ويقول بعضهم : على رأس كل سبعمائة عام | أو على رأس كل مائة ، وهو بعض يوم ، كما قالوا : ! 2 < لبثنا يوما أو بعض يوم > 2 ! | [ الكهف ، الآية : 19 ] . والمحققون المصيبون هم الذين يكلون علمه إلى الله كالذين |