@ 415 @ | كافراً ، كما قال تعالى : ' أنذر الصديقين بأني غيور ، وبشر المذنبين بأني غفور ' . إذ | البأس عبارة عن قهره ولذلك عظمه بالتنكير ، أي : بأساً يليق بعظمته وعزته ووصفه | بالشدة وخصصه بقوله : ! 2 < من لدنه > 2 ! والقهر قسمان : قهر محض ظاهره وباطنه قهر | كالمختص بالمحجوبين بالشرك ، وقسم ظاهره قهر وباطنه لطف ، وكذا اللطف كما قال | أمير المؤمنين علي عليه السلام : سبحان من اشتدت نقمته على أعدائه في سعة نعمته ، | واتسعت رحمته لأوليائه في شدة نقمته . ومن القسم الثاني القهر المخصوص | بالموحدين من أهل الفناء أطلق الإنذار للكل تنبيهاً ثم فصل اللطف والقهر مقيدين | بحسب الصفات والاستحقاقات فقال : ! 2 < ويبشر المؤمنين > 2 ! أي : الموحدين لكونهم في | مقابلة المشركين الذين قالوا : اتخذ الله ولداً . | | ! 2 < الذين يعملون الصالحات > 2 ! أي : الباقيات من الخيرات والفضائل لأن الأجر | الحسن هو من جنة الآثار والأفعال التي تستحق بالأعمال . | | [ تفسير سورة الكهف من آية 4 إلى آية 6 ] | | واعلم أن الإنذار والتبشير اللذين هما من باب التكميل اللازم لكونه قيماً عليهم | كلاهما أثر ونتيجة عن صفتي القهر واللطف الإلهيين اللذين محل استعداد قبولهما من | نفس العبد الغضب والشهوة ، فإن العبد ما استعد لقبولهما إلا بصفتي الغضب والشهوة | وفنائهما كما لم يستعد لفضيلتي الشجاعة والعفة إلا بوجودهما ، فلما انتفتا قامتا مقامهما | لأن كلاً منهما ظل لواحدة من تينك يزول بحصولها فعند ارتواء القلب منهما وكمال التخلق | بهما حدث عن القهر الإنذار عند استحقاقية المحل بالكفر والشرك وعن اللطف التبشير | باستحقاقية الإيمان والعمل الصالح ، إذ الإفاضة لا تكون إلا عند استحقاق المحل . | | ! 2 < ما لهم به من علم ولا لآبائهم > 2 ! أي : ما لهم بهذا القول من علم بل إنما | يصدر عن جهل مفرط وتقليد للآباء لا عن علم ويقين ويؤيده قوله : ! 2 < كبرت كلمة > 2 ! | أي : ما أكبرها كلمة ! 2 < تخرج من أفواههم > 2 ! ليس في قلوبهم من معناه شيء لأنه | مستحيل لا معنى له إذ العلم اليقيني يشهد أن الوجود الواجبي العلي أحدي الذات لا | يماثله الوجود الممكن المعلول . والولد هو المماثل لوالده في النوع المكافئ له في | القوة والشهود الذاتي يحكم بفناء الخلق في الحق والمعلول في المشهود ، فلم يكن ثم | سواه شيء غيره فضلاً عن الشبيه والولد كما قال أحدهم : | % ( هذا الوجود وإن تكثر ظاهراً % وحياتكم ما فيه إلا أنتم ) % | | ! 2 < إن يقولون إلا كذبا > 2 ! لتطابق الدليل العقلي والوجدان الذوقي الشهودي على |