@ 407 @ | حتى بلغ مقام التمكين ، وهذا وأمثاله من قوله تعالى : ! 2 < ما كان لنبي أن يكون له أسرى > 2 ! [ الأنفال ، الآية : 67 ] ، وقوله : ! 2 < عفا الله عنك لم أذنت لهم > 2 ! [ التوبة ، الآية : | 43 ] ، وقوله : ! 2 < وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه > 2 ! [ الأحزاب ، الآية : 37 ] ، وقوله : | ^ ( عبس وتولى ( 1 ) ) ^ [ عبس ، الآية : 1 ] يدل على أنه كان أكثر سلوكه في الله بعد الوصول | في زمان النبوة وزمان الوحي . | | [ تفسير سورة الإسراء من آية 75 إلى آية 78 ] | | ! 2 < إذا لأذقناك > 2 ! أي : لو قاربت فتنتهم وكدت توافقهم لأذقناك عذاباً مضاعفاً في | الحياة وعذاباً مضاعفاً في الممات ، فإن شدة العذاب بحسب علو المرتبة وقوة | الاستعداد إذ النقصان الموجب للعذاب يقابل الكمال الموجب للذة . فكلما كان | الاستعداد أتم والإدراك أقوى ، كانت المرتبة في الكمال والسعادة واللذة أقوى فكذا ما | يقابله من النقص والشقاوة أبعد وأسفل والألم أشد . | | ! 2 < أقم الصلاة لدلوك الشمس > 2 ! اعلم أن الصلاة على خمسة أقسام : صلاة | المواصلة والمناغاة في مقام الخفاء ، وصلاة الشهود في مقام الروح ، وصلاة المناجاة | في مقام السر ، وصلاة الحضور في مقام القلب ، وصلاة المطاوعة والانقياد في مقام | النفس . فدلوك الشمس هو علامة زوال شمس الوحدة عن الاستواء على وجود العبد | بالفناء المحض ، فإنه لا صلاة في حال الاستواء إذ الصلاة عمل يستدعي وجوداً ، وفي | هذه الحالة لا وجود للعبد حتى يصلي كما ذكر في تأويل قوله تعالى : ^ ( واعبد ربك | حتى يأتيك اليقين 99 ) ^ [ الحجر ، الآية : 99 ] . ألا ترى الشارع صلى الله عليه وسلم كيف نهى | عن الصلاة وقت الاستواء ، فأما عند الزوال ، إذا حدث ظل وجود العبد سواء عند | الاحتجاب بالخلق حالة الفرق قبل الجمع أو عند البقاء حالة الفرق بعد الجمع ، | فالصلاة واجبة ! 2 < إلى غسق > 2 ! ليل النفس ! 2 < وقرآن > 2 ! فجر القلب ، فأول الصلوات وألطفها | صلاة المواصلة والمناغاة وأفضلها وأشرفها صلاة الشهود للروح المشار إليها بصلاة | العصر كما فسرت الصلاة الوسطى ، أي : الفضلى في قوله تعالى : ! 2 < حافظوا على الصلوات > 2 ! [ البقرة ، الآية : 238 ] والصلاة الوسطى بها ، وأوحاها وأخفها صلاة السر | بالمناجاة أول وقت الاحتجاب بظهور القلب لسرعة انقضاء وقتها ولهذا استحب | التخفف في صلاة المغرب في القراءة وغيرها لكونها علامة لها ، وأزجر الصلاة | للشيطان ، وأوفرها تنويراً لباطن الإنسان صلاة الحضور للقلب المومئ إليها بقرآن |