@ 408 @ | الفجر ، فإنها في وقت تجليات أنوار الصفات ونزول المكاشفات ولهذا استحب التكثر | في جماعة صلاة الصبح وأكد استحباب الجماعة فيها خاصة ، وتطويل القراءة ، وقال | تعالى : ! 2 < إن قرآن الفجر كان مشهودا > 2 ! أي : محضوراً بحضور ملائكة الليل والنهار | إشارة إلى نزول صفات القلب وأنوارها وذهاب صفات النفس وزوالها ، وأشدها تثبيتاً | للنفس وتطويعاً لها صلاة النفس للطمأنينة والثبات ، ولهذا سن فيما جعل آية لها من | صلاة العشاء السكوت بعدها حتى النوم إلا بذكر الله ، وحيث أمكن للشيطان سبيل إلى | الوسوسة استحب ، فيما جعل علامة لها الجهر كصلاة النفس والقلب والسر للزجر ولا | مدخل له في مقام الروح والخفاء فأمر بالإخفات . | | [ تفسير سورة الإسراء من آية 79 إلى آية 81 ] | | ! 2 < ومن الليل فتهجد به > 2 ! أي : خصص بعض الليل بالتهجد ! 2 < نافلة لك > 2 ! زيادة | على ما فرض خاصة بك ، لكونه علامة مقام النفس ، فيجب تخصيصه بزيادة الطاعة | لزيادة احتياج هذا المقام إلى الصلاة بالنسبة إلى سائر المقامات فيقتدي بك السالكون | من أمتك في تطويع نفوسهم ويقوى تمكنك في مقام الاستقامة ، كما قال : ' أفلا أكون | عبداً شكوراً ' . ! 2 < عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا > 2 ! أي : في مقام يجب على الكل | حمده وهو مقام ختم الولاية بظهور المهدي ، فإن خاتم النبوة في مقام محمود من | وجه هو جهة كونه خاتم النبوة غير محمود من وجه هو جهة ختم الولاية ، فهو من | هذا الوجه في مقام الحامدية فإذا تم ختم الولاية يكون في مقام محمود من كل وجه . | | ! 2 < وقل رب أدخلني > 2 ! حضرة الوحدة في عين الجمع ! 2 < مدخل صدق > 2 ! مدخلاً | حسناً مرضياً به بلا آفة زيغ البصر بالالتفات إلى الغير ولا الطغيان بظهور الأنائية ولا | شوب الإثنينية ! 2 < وأخرجني > 2 ! إلى الكثرة عند الرجوع إلى التفصيل بالوجود الموهوب | الحقاني ! 2 < مخرج صدق > 2 ! مخرجاً حسناً مرضياً به من غير آفة التلوين بالميل إلى النفس | وصفاته ولا الضلال بعد الهدى بالانحراف عن جادة الاستقامة والزيغ عن سنن العدالة | إلى الجوز كالفتنة الداودية ! 2 < واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا > 2 ! حجة ناصرة بالتثبيت | والتمكين بأن أكون بك في الأشياء في حال البقاء بعد الفناء لا بنفسي كما قال عليه | | صلى الله عليه وسلم : ' لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ' ، أو عزاً وقوة قهرية بك ، أقوي بها | دينك وأظهره على الأديان كلها . | | ! 2 < وقل جاء الحق > 2 ! أي : الوجود الثابت الواجب الحقاني الذي لا يتغير ولا | يتبدل ! 2 < وزهق الباطل > 2 ! أي : الوجود البشري الإمكاني القابل للفناء والتغير والزوال |