@ 406 @ | % ( رأيت ربي بعين ربي % فقال من أنت قلت أنت ) % | | وقد فني ابن آدم في هذا المقام وما بقي منه شيء وإلا فما للتراب ورب | الأرباب ، أو ! 2 < ولقد كرمنا بني آدم > 2 ! بالتقريب ومعرفة التوحيد وحملناهم في بر عالم | الأجساد وبحر عالم الأرواح بتسييره فيهما لتركيبه منهما وإرقائه عنهما في طلب | الكمال ورزقناهم من طيبات العلوم والمعارف ، ! 2 < وفضلناهم > 2 ! على الجم الغفير ! 2 < ممن خلقنا > 2 ! ، أي : جميع المخلوقات ، على أن تكون من للبيان والمبالغة في تعظيمه | بوصف المفضل عليهم بالكثرة وتنكير الوصف وتقديمه على الموصوف أي كثير ، وأي | كثير وهو جميع مخلوقاتنا لدلالة من على العموم ! 2 < تفضيلا > 2 ! تاماً بيناً . | | ! 2 < يوم ندعو > 2 ! إلى آخره ، أي : نحضر ! 2 < كل > 2 ! طائفة من الأمم مع شاهدهم الذي | يحضرهم ويتوجهون إليه من الكمال ويعرفونه سواء كان في صورة نبي آمنوا به كما | ذكر في تفسير قوله : ! 2 < فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد > 2 ! [ النساء ، الآية : 41 ] أو | إمام اقتدوا به أو دين أو كتاب أو ما شئت على أن تكون الباء بمعنى مع أو ننسبهم | إلى إمامهم وندعوهم باسمه لكونه هو الغالب عليهم وعلى أمرهم المستعلي مجتهم | إياه على سائر محباتهم ! 2 < فمن أوتي كتابه بيمينه > 2 ! أي : من جهة العقل الذي هو أقوى | جانبيه وبعث في صورة السعداء ! 2 < فأولئك يقرؤون كتابهم > 2 ! دون غيرهم لاستعدادهم | للقراءة والفهم لأن الذي أوتي كتابه بشماله ، أي : من جهة النفس التي هي أضعف | جانبيه لا يقدر على قراءة كتابه وإن كان مقروؤاً لذهاب عقله وفرط حيرته ! 2 < ولا يظلمون > 2 ! أي : لا ينقصون من صور أعمالهم وكمالاتهم وأخلاقهم شيئاً قليلاً . | | ! 2 < ومن كان في هذه أعمى > 2 ! عن الاهتداء إلى الحق ! 2 < فهو في الآخرة > 2 ! كذلك | ! 2 < وأضل سبيلا > 2 ! مما هنا لأن له في هذه الحياة آلات وأدوات وأسباباً يمكنه الاهتداء | بها وهو في مقام الكسب باقي الاستعداد إن كان ولم يبق هناك شيء من ذلك . | | ! 2 < وإن كادوا ليفتنونك > 2 ! الخ ، هو من باب التلوينات التي تحدث لأرباب القلوب | بظهور النفس ولأرباب الشهود والفناء بوجود القلب ، فإنه صلى الله عليه وسلم لفرط شغفه | وحرصه على إيمانهم بوجود القلب كاد يميل إليهم في بعض مقترحاتهم ويرضى | ببعض ما هو خلاف شريعته ، ويضيف إلى الله ما ليس منه طلباً للمناسبة التي كان | يتوقع أن تحدث بينه وبينهم بذلك فيحبوه كما قال : ! 2 < وإذا لاتخذوك خليلا > 2 ! عسى أن | يقبلوا قوله ويهتدوا به . واستمالة وتطييباً لقلوبهم عسى أن يلينوا وينزلوا عن شدة | إنكارهم فيرق حجابهم وتتنور قلوبهم ، فشدد وأقيم من عند الله ، ولهذا قالت عائشة | رضي الله عنها : ' كان خلقه القرآن ' تعني أنه عليه صلى الله عليه وسلم كلما ظهرت نفسه | وهمت بما ليس بفضيلة نبه من عند الله وثبت بتنزيل آية تقومه وترده إلى الاستقامة |