@ 405 @ | الاستعدادات متفاوتة فمن كان ضعيف الاستعداد استفزه أي استخفه بصوته يكفيه | وسوسة وهمس بل هاجسة ولمة ، ومن كان قوي الاستعداد فإن أخلص استعداده عن | شوائب الصفات النفسانية أو أخلصه الله تعالى عن شوائب الغيرية فليس له إلى إغوائه | سبيل كما قال : ! 2 < إن عبادي ليس لك عليهم سلطان > 2 ! وإلا فإن كان منغمساً في | الشواغل الحسية غارزاً رأسه في الأمور الدنيوية شاركه في أمواله وأولاده بأن يحرضه | على إشراكهم بالله في المحبة بحبهم كحب الله ويسول له التمتع بهم والتكاثر والتفاخر | بوجودهم ويمنيه الأماني الكاذبة ويزين عليه الآمال الفارغة وإن لم ينغمس فإن كان | عالماً بصيراً بتسويلاته أجلب عليه بخيله ورجله ، أي : مكر به بأنواع الحيل وكاده | بصنوف الفتن وأفتى له في تحصيل أنواع الحطام والملاذ بأنها من جملة مصالح | المعاش وغره بالعلم وحمله على الإعجاب ، وأمثال ذلك ، حتى يصير ممن أضله الله | على علم وإن لم يكن عالماً بل عابداً متنسكاً أغواه بالوعد والتمنية وغره بالطاعة | والتزكية أيسر ما يكون ! 2 < وكفى بربك وكيلا > 2 ! أي : عبادي الخاصة لا يكلون أمرهم إلا | إلى الله وحده لا إلى الشيطان ولا إلى غيره ، وهو كافيهم بتدبير الأمور ولا يتوكلون | إلا عليه بشهود أفعاله وصفاته . | | [ تفسير سورة الإسراء من آية 70 إلى آية 74 ] | | ! 2 < ولقد كرمنا بني آدم > 2 ! بالنطق والتمييز والعقل والمعرفة ! 2 < وحملناهم في البر والبحر > 2 ! أي : يسرنا لهم أسباب المعاش والمعاد بالسير في طلبها فيهما وتحصيلها | ! 2 < ورزقناهم من الطيبات > 2 ! أي : المركبات التي لم ترزق غيرهم من المخلوقات | ! 2 < وفضلناهم على كثير ممن خلقنا > 2 ! أي : ما عدا الذوات المقدسة من الملأ الأعلى ، | وأما أفضلية بعض الناس كالأنبياء على الملائكة المقربين فليست من جهة كونهم بني | آدم فإنهم من تلك الحيثية لا يتجاوزون مقام العقل بل من جهة السر المودع فيهم | المشار إليه بقوله : ! 2 < إني أعلم ما لا تعلمون > 2 ! [ البقرة ، الآية : 30 ] وهو ما أعد لذلك | البعض من المعرفة الإلهية التامة بواسطة الجمعية التي فيه ، أي : مقام الوحدة ، وحينئذ | ليس هو بهذا الاعتبار من بني آدم كما قيل : | % ( وإني وإن كنت ابن آدم صورة % فلي فيه معنى شاهد بأبوتي ) % | | بل هو عين المكرم المعروف كما قيل : |