@ 394 @ | ^ ( وتركنا عليه في الآخرين ( 108 ) سلام على إبراهيم ( 109 ) ) ^ [ الصافات ، الآيات : 108 - 109 ] ! 2 < وإنه في الآخرة > 2 ! أي : في عالم الأرواح ! 2 < لمن الصالحين > 2 ! المتمكنين في مقام الاستقامة | بإيفاء كل ذي حق حقه ، وتبليغه إلى كماله وحفظه عليه ما أمكن . | | ! 2 < ثم أوحينا إليك > 2 ! أي : بعد هذه الكرامات والحسنات التي أعطيناه إياها في | الدارين شرفناه وكرمناه بأمرنا باتباعك إياه ! 2 < أن اتبع ملة إبراهيم > 2 ! في التوحيد وأصول | الدين التي لا تتغير في الشرائع كأمر المبدأ والمعاد والحشر والجزاء وأمثالها ، لا في | فروع الشريعة وأوضاعها وأحكامها ، فإنها تتغير بحسب المصالح واختلاف الأزمنة | والطبائع وما عليه أحوال الناس من العادات والخلائق . | | [ تفسير سورة النحل من آية 124 إلى آية 126 ] | | ! 2 < إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه > 2 ! أي : ما فرض عليك إنما فرض | عليهم فلا يلزمك اتباع موسى في ذلك بل اتباع إبراهيم . ! 2 < ادع إلى سبيل ربك > 2 ! الخ ، | أي : لتكن دعوتك منحصرة في هذه الوجوه الثلاثة لأن المدعو إما أن يكون خالياً عن | الإنكار أو لا ، فإن كان خالياً لكونه في مقام الجهل البسيط غير معتقد لشيء ، فإما أن | يكون مستعداً غير قاصر عن درك البرهان بل يكون برهاني الطباع أو لا . فإن كان | الأول فادعه بالحكمة وكلمه بالبرهان والحجة واهده إلى صراط التوحيد بالمعرفة ، وإن | كان قاصر الاستعداد فادعه بالموعظة الحسنة والنصيحة البالغة من الإنذار والبشارة | والوعد والوعيد والزجر والترهيب واللطف والترغيب ، وإن كان منكراً ذا جهل مركب | واعتقاد باطل فجادله بالطريقة التي هي أحسن من إبطال معتقده بما يلزم من مذهبه | بالرفق والمداراة على وجه يلوح له أنك تثبت الحق وتبطل الباطل لا غرض لك | سواه . ! 2 < إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله > 2 ! في الأزل لشقاوته الأصلية فلا ينجع فيه | أحد هذه الطرق الثلاثة ! 2 < وهو أعلم بالمهتدين > 2 ! المستعدين ، القابلين للهداية لصفاء الفطرة . | | ! 2 < وإن عاقبتم > 2 ! الخ ، أي : الزموا سيرة العدالة والفضيلة لا تجاوزوها فإنها أقل | درجات كمالكم ، فإن كان لكم قدم في الفتوة وعرق راسخ في الفضل والكرم | والمروءة فاتركوا الانتصار والانتقام ممن جنى عليكم وعارضوه بالعفو مع القدرة | واصبروا على الجناية فإنه ! 2 < لهو خير للصابرين > 2 ! ألا تراه كيف أكده بالقسم واللام في | جوابه وترك المضمر إلى المظهر حيث ما قال : لهو خير لكم ، بل قال : ^ ( لهو خير |