@ 393 @ | | [ تفسير سورة النحل من آية 120 إلى آية 123 ] | | ! 2 < إن إبراهيم كان أمة > 2 ! قد مر أن كل نبي يبعث في قوم يكون كماله شاملاً | لجميع كمالات أمته وغاية لا يمكن لأمته الوصول إلى رتبة إلا وهي دونه ، فهو | مجموع كمالات قومه ولا يصل إليهم الكمال في صفة من صفات الخير والسعادة إلا | بواسطته بل وجوداتهم فائضة من وجوده فهو وحده أمة لاجتماعهم بالحقيقة في ذاته ، | ولهذا قال عليه صلى الله عليه وسلم : ' لو وزنت بأمتي لرجحت بهم ' . ! 2 < قانتا > 2 ! لله مطيعاً | له ، منقاداً بحيث لا يتحرك منه شعرة إلا بأمره لاستيلاء سلطان التوحيد عليه ومحو | صفاته بصفاته ، واتحاده بذاته ، ولهذا سمي خليل الله لمخالة الحق إياه في شهوده . | فخلته عبارة عن مزج بقية من ذاته تؤذن بالإثنينية أما ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لم يبق | منه شيء من بقيته سمي حبيب الله فمحو صفاته في صفات الحق بالكلية وبقاء أثر من | ذاته دون العين قنوته لله وإلا كان قانتاً بالله لا لله ، كما قال لمحمد عليه صلى الله عليه وسلم : ! 2 < وما صبرك إلا بالله > 2 ! [ النحل ، الآية : 172 ] ! 2 < حنيفا > 2 ! مائلاً عن كل باطل | حتى عن وجوده ووجود كل ما سواه تعالى معرضاً عن إثباته . وما كان ! 2 < من المشركين > 2 ! بنسبة الوجود والتأثير إلى الغير . ! 2 < شاكرا لأنعمه > 2 ! أي : مستعملاً لها على | الوجه الذي ينبغي لكونه متصرفاً فيها بصفات الله فتكون أفعاله إلهية مقصودة لذاتها لا | لغرض فلا يمكنه ولا يسعه إلا توجيه كل نعمة إلى ما هو كمالها على مقتضى الحكمة | الإلهية والعناية السرمدية ! 2 < اجتباه > 2 ! اختاره في العناية الأولى بلا توسط عمل منه وكذا | لكونه من المحبوبين الذين سبقت لهم منه الحسنى ، فتتقدم كشوفهم على سلوكهم | ! 2 < وهداه إلى صراط مستقيم > 2 ! أي : بعد الكشف والتوحيد والوصول إلى عين الجمع | هداه إلى سلوك صراطه ليقتدي به ، ورده من الوحدة إلى الكثرة وإلى الفرق بعد | الجمع لإعطاء كل ذي حق حقه من مراتب التفاصيل ، وتبيين أحكام التجليات في مقام | التمكين والاستقامة وإلا لم يصلح للنبوة . | | ! 2 < وآتيناه في الدنيا حسنة > 2 ! من تمتيعه بالحظوظ لتتقوى نفسه على تقنين القوانين | الشرعية والقيام بحقوق العبودية في مقام الاستقامة والإطاقة بحمل أعباء الرسالة | ! 2 < وآتيناه > 2 ! الملك العظيم مع النبوة ، كما قال : ! 2 < وآتيناهم ملكا عظيما > 2 ! [ النساء ، الآية : | 54 ] ليتمكن من تقرير الشريعة ويضطلع بأحكام الدعوة والذكر الجميل كما قال : | ! 2 < وجعلنا لهم لسان صدق عليا > 2 ! [ مريم ، الآية : 50 ] والصلاة والسلام عليه كما قال : |